مصير الشهيد : فريد أكروح
هذه الشهادة (أنظر المرفق) عبارة عن ورقة تعريفية لمصير الشهيد فريد أكروح أعدها شقيق الشهيد، وقد قمنا بنشرها بمناسبة الذكرى الـ 24 لاستشهاد التلميذين فريد أكروح وسعيد بودفت المنتميين لثانوية إمزورن بتاريخ 21 يناير 1987، المتزامنة مع الذكرى الـ 27 لانتفاضة الخبز المجيدة بالريف التي بلغت أوجها في يوم 19 يناير 1984 ضد سياسة الكومبرادور الراحل. وكل هذا حتى لا ننسى شهدائنا.
أما بالنسبة للشهيد سعيد بودفت الذي دفن بمقبرة موسى وعمر، فإننا لا نتوفر على معلومات كافية لإعداد ورقة حوله، سوى أننا نعرف أنه تعرض في يوم 21 يناير 1987 بثانوية امزورن للضرب المبرح من طرف قوات النظام المخزني أو "إمخزنيان ن لعلوي" داخل حرم المؤسسة
نتج عنه تقيؤه للدم وهو ما أدى إلى وفاته.
وبهذه المناسبة نهيب بكل من له معلومات ومعطيات حول أحداث يناير 1987 بثانوية امزورن العمل على نشرها، كما ندعو جمعية قدماء تلاميذ ثانوية امزورن إلى نشر الوثائق التي تتوفر عليها بشأن الأحداث الأليمة، كما لا يفوتني أن أدعو الباحثين وخاصة الطلبة الريفيين لإنجاز بحوثهم حول انتفاضة تلاميذ ثانوية امزورن بالريف لأنه مجال خصب للبحث والتنقيب لموضوع تكاد تنعدم فيه الدارسات والذي يحتاج هذا إلى بحوث ودراسات عدة لنفض الغبار عن مجموعة من الكواليس.. وحتى لا يبقى هذا الملف في الركن المسكوت عنه.
مصير الشهيد : فريد أكروح
http://www.redrif.org/1-farid-Akruh.html
"بيان الإرادات الريفية" للسنة الماضية نُعيد تعميمه بمناسبة حلول الذكرى 27 على انتفاضة 19 يناير 1984
http://ageddim.jeeran.com/archive/2010/1/998042.html
المرفق
ولد أكروح فريد بتاريخ 01/01/ 1965 بآيث بوعياش إقليم الحسيمة وترعرع في وسط قروي، وبدأ دراسته الابتدائية في مدرسة بني بوعياش وتابع دراسته الإعدادية بنجاح لينتقل إلى مدينة امزورن لمتابعة دراسته الثانوية، وفي سنته الأخيرة لنيل شهادة الباكلوريا في تخصص علوم تجريبية، وبالضبط في يوم الأربعاء 21/01/ 1987 خرج فريد من المنزل في العاشرة صباحا قاصدا لحضور حصة من العاشرة إلى الثانية عشرة، وبدخوله من باب المؤسسة لاحظ تجمع تلاميذي أثار انتباهه ثم تقدم بخطوات نحو التجمع لمعرفة سببه ومباشرة بعد التحاقه بالمتظاهرين تدخلت السلطة بأجهزتها القمعية لتفريق التلاميذ المتظاهرين ما أدى إلى انتشار الخوف والفزع داخل المؤسسة وبدأ التلاميذ بالهروب في كل الاتجاهات واتجه فريد ناحية الإدارة، وإذا به يلتقي بمدير المؤسسة ليقول له بالحرف "تعالى تعالى يا بني اختبئ في مكتبي" وبعد دخوله إلى المكتب وإقفال الباب عليه، أخبر مدير المؤسسة رجال السلطة بوجود تلميذ مشاغب داخل المكتب مختبئ، إذ هم يقصدونه مباشرة بـ "الهراوات والعصا" حتى أغمي عليه من شدة التعذيب والضرب، وبعد ذلك نقل في سيارة عسكرية إلى المستوصف المركزي بامزورن، وبعدما عاين الطبيب حالته، أمر بنقله وبسرعة إلى المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة لأن حالته تدعو إلى القلق والخطرة.
وعند وصول النبأ إلى عائلته، انتقل والد الضحية مرفوقا بأفراد العائلة إلى مستشفى محمد الخامس للاطمئنان على الحالة الصحية لابنهم والوقوف على حقيقة الوضع، وبقيت العائلة في قاعة الانتظار إلى حدود الساعة التاسعة ليلا، لتتلقى بعد ذلك خبر وفات أكروح فريد.
وفي اليوم التالي للحادث قامت السلطة بنقل جثمان الشهيد إلى مقبرة سيدي أحمد التي توجد قرب مكان سكن العائلة بآيث بوعياش، تحت حراسة مشددة من قبل رجال السلطة لمنع عائلة الشهيد من رؤية جثمان ابنهما، إلا أن عزيمة الأم وإصرار العائلة والحاضرين على رؤية جثمان الشهيد، وبعد صراع مرير بين رجال السلطة والحاضرين تمكنت الأم والعائلة من رؤيته أخيرا، إلا أن المنظر كان فظيع ومؤثر مما أدى إلى إغماء الأم وبعض الحاضرين، ومباشرة بعد ذلك تداركت السلطة الوضع، وعززوا صفوفهم بقوات إضافية لدفن الجثمان - وفعلا كان لها ذلك – كما قامت بوضع دورية خاصة لمراقبة المقبرة على مدار 24 ساعة ولمدة ثلاثة أشهر.
وفي اليوم الثالث للحادث الأليم طلب عامل إقليم الحسيمة من والد الشهيد التنازل عن الدعوى، كأن شيء لم يحدث كما هدده واستفزه بأساليب مختلفة، وبقي الوضع على هذا الحال. إلا أن لجنة حقوق الإنسان راسلت أخ الشهيد أكروح سعيد بتاريخ 07/02/ 2004 لتكوين ملف خاص عن حياة فريد أكروح، ومباشرة بعد ذلك اتصل أكروح سعيد بالمدير الجديد لثانوية امزورن للحصول على شهادة مدرسية، إلا أنهما تفاجأ بوجود تاريخ طرد أكروح فريد من المؤسسة قبل وقوع الحادث مما أثار تعجب الطرفين، وزيادة على ذلك وجد تزويرا آخر في سجلات الموتى بمستشفى محمد الخامس، حيث سجل في أرشيف فريد أنه توفي وفاة طبيعية.
عن أكروح سعيد
No comments:
Post a Comment