Monday, January 31, 2011

النظام المغربي والإرهاب
الإرهاب أصل أصيل في تكوين الدولة العلوية المغربية

دأب النظام المغربي منذ حصوله على الاستقلال على فبركة الجرائم الإرهابية للتخلص من أعدائه ونسبتها إلى أعدائه الآخرين، معتمدا على جوقة من المستفيدين الذين يغطون هذه الجرائم بالضجيج االمضلل الذي يقلب الحقائق، أو على الخائفين الذين لا يعنيهم سوى أمنهم الشخصي ومحاولة الاستفادة من الأوضاع.
على هذا النهج تخلص بالاغتيال من كبار رجال المقاومة ونسب ذلك إلى بعض منافسيهم في الساحة السياسية، وذبح مواطنيه في الريف ونسب الذبح إلى بعض الأحزاب السياسية، وأقام المجازر في كل أنحاء المغرب عشرات المرات،
 واغتال قادة المعارضة وذوب أجساد بعضهم بالأسيد، ولم يستطع أنصارهم إلا أن ينسبوا ذلك لأوفقير والبصري وأمثالهما من الأدوات.
وعلى هذا النهج أيضا استغل فورة الإرهاب ورفض العالم له، فأخذ يجفف منابع الإسلام على غرار ما كان يفعله سلفه التونسي بن على، ويدفع بعض المغفلين الذين تستقطبهم أجهزته الأمنية للقيام بالأعمال الإرهابية التي يمولها ويزودها بالذخيرة الحربية من مخازنه، لتكون هذه الجرائم مبررا لاعتقال آلاف الشباب المتدين البريء.
وعلى هذا النهج ادعى تفكيك شبكات عديدة ادعى أنها إرهابية استثمارا منه لخوف الغرب من الإرهاب ماديا وأمنيا واقتصاديا، حتى خشينا أن يعلن عن تفكيك شبكات إرهابية يرأسها أوباما وكلينتون وقادة بعض الدول الأوربية بعد أن أعنوا تأييدهم للشعبين التونسي والمصري في انتفاضتيهما.
واستعان في تغطية جرائمه هذه بقادة الأحزاب الذي وزع عليهم المغانم وملأ أفواههم بالمكاسب، وحولهم إلى شهود زور على أعدائه، يصدقون أكاذيبه ويعادون كل من يغضبه محافظة منهم على ما بأيديهم من أموال ومناصب، ولم يستطيع أحد منهم  أن يصارحه بأن كل الجرائم المرتكبة هي جرائمه، مع أنهم جميعا يعلمون أن الدولة المغربية بنيت من أول عهدها على الإرهاب وقامت بالإرهاب واستمرت بالإرهاب، ويكفي للتدليل على ذلك إلقاء نظرة بسيطة على كتاب الاستقصاء الذي ألفه الناصري المؤرخ الرسمي للمملكة وقد فصل أول عملية أرهابية قام به مؤسس الدولة "رشيد" بقوله:
[وقال صاحب نشر المثاني إن المولى الرشيد لما رحل عن فاس قدم على الشيخ أبي عبد الله اللواتي بأحواز تازا وكان الشيخ المذكور ينتحل طريقة الفقر ويعظم أهل البيت فبالغ في إكرامه فبينما هو مقيم عنده إذ رأى ذات يوم رجلا ذا هيئة من مماليك وأتباع وخيل وهو يصطاد كهيئة الملوك فسأل عنه فقيل له هذا ابن مشعل من يهود تازا فانصرف المولى الرشيد وجعل مدية في فمه وجاء إلى الشيخ اللواتي فلما رآه الشيخ على تلك الحال أعظم ذلك وقال له المال والرقبة لك يا سيدي فما الذي دهاك قال تأمر جماعة من عشيرتك يسيرون معي حتى أفتك بهذا اليهودي غيرة على الدين فقال قد فعلت لا يتخلف عنك منهم أحد فاختار المولى الرشيد منهم جماعة وواعدهم على تبييت اليهودي واقتحام داره عليه وكان اليهودي قد اتخذ دارا بالبيداء على نحو مرحلة من تازا في جهة الشرق فلما كانت ليلة الموعد تقدم المولى الرشيد إلى دار ابن مشعل في صورة ضيف فأضافه ابن مشعل ولما انتصف الليل أحاط أصحابه بالدار وكبس المولى الرشيد اليهودي في بعض خلواته فقتله وأدخل الرجال فاستولى على دار ابن مشعل بعد الفتك بأصحابه وحراسه وعثر فيها على أموال كثيرة وذخائر نفيسة .....
ثم إن المولى الرشيد دعا لنفسه أعراب الشرق وجمع كلمتهم ونزل وجدة واتصل ذلك كله بأخيه المولى محمد صاحب سجلماسة فتخوف منه لما يعلم من صرامته وشهامته فنهض لقتاله والقبض عليه فلما التقى الجمعان ببسيط آنكاد كانت أول رصاصة في نحر المولى محمد فكان فيها حتفه وذلك يوم الجمعة التاسع من المحرم سنة خمس وسبعين وألف ودفن بدار ابن مشعل]
الاستقصاء  الجزء 7 صفحة  30 – 31 , طبعة دار الكتاب 1956
ـــــــــــــــــــــــــــ
[ثم احتاج إلى المال وكان قد أخذ ولد اليهودي ابن مشعل يوم قتل أباه فجاءت أمه تطلب فداءه فتفرس فيها وماطلها به ثم قال لا أسرحه حتى تدليني على مال زوجك أو أقتله فأنعمت له بذلك وركب معها إلى القصبة فدلته على خزانة في بيت فنقب عنها فلقي فيها خوابي مملوءة ذهبا وفضة فاستخرجها وارتاش بتلك الأموال وفرق منها على من معه من العرب والبربر وسائر الأجناد فحسنت حاله وحالهم وعد ذلك من سعادته ولما قضى إربه ورتب جنده بعث رسله إلى الآفاق بالأعذار والإنذار والوعود والوعيد لأهل الطاعة والعصيان ثم سار على أثرهم قاصدا فتح المغرب الذي كان قد تعذر على أخيه من قبله ]
الاستقصاء  الجزء 7 صفحة  32 طبعة دار الكتاب 1956


No comments:

Post a Comment