Friday, March 11, 2011

إهداء : إلى المرأة الأمازيغية
إلى روح نساء قدمن روحهن من اجل حرية الشعب الأمازيغي…

تعتبر المرأة الأمازيغية ركيزة من ركائز قيم المجتمع الأمازيغي في شمال إفريقيا، حيث من المعروف تاريخيا ان المجتمع الأمازيغي مجتمع أميسي عكس مجتمعات و حضارات العالم القديم التي كانت فيه المرأة إما جارية أو عبدة أو في أسفل المراتب الدنيوية، و هذا راجع إلى بطريركية المجتمعات القديمة، أما في المجتمع الأمازيغي فنجد العكس تماما، إذ انها تبوأت أعلى المناصب السياسية كما سنوضح لاحقا، إذا ما موقع المرأة الأمازيغية عبر الزمن؟

كما أسلفنا الذكر فإن المراة الأمازيغية كانت تتمتع بحريات واسعة و تحضى بمكانة لائقة بها و لعل أن إسمها في اللغة الأمازيغية “ثامغارث” تعني الزعيمة أما “أمغار” فالكلمة لا تطلق على الرجل بل على زعيم القبيلة أو العائلة أو حتى على الملك في حين أن اسم الرجل في اللغة الأمازيغية هو “أركًاز” كما أنه تذكر لنا بعض الدراسات الانثربولوجية أن الإبن كان ينسب إلى أمه كإسم المهدي إبن تومرت …
كما عرفت المرأة الأمازيغية بالشجاعة و التضحية و غيرها من الصفات التي قلما نجدها حتى في الرجال، و هنا نذكر الملكة الامازيغية الشجاعة ديهيا التي قاومت الغزو العربي لشمال إفريقيا بكل ما أوتيت من دهاء و حنكة أذهلت الأعداء، فأمام عجزهم أمامها و عدم فهمهم للتركيبة السوسيولوجية للأمازيغيين لقبوها بالكاهنة ظنا منهم أنها سحرت شعبها، و العرب هم المعروفون عنهم بقمعهم للمرأة من خلال بيعها في أسواق النخاسة ووأدها و هي حية و جعلها جارية تشبع الغرائز الجنسية للعربان…
ففي الوقت الذي عاشت فيه المرأة في ظل مجتمعات احتقرتها و جعلتها دونية لا تساوي شيئا سوى دراهم معدودات كانت في شمال إفريقيا قائدة و ربة أسرة و ملكة و تشارك الرجل في بناء حضارة إستمرت لثلاثة و ثلاثين قرنا من الزمن و لازال إلى اليوم تلعب دورا أساسيا في حفظ الذاكرة و الثقافة الأمازيغية من الطمس و التعريب و الفرنسة …

أيضا في نفس الإطار يرجع الفضل للملكة ثين-هينان في إرساء أسس المجتمع الطوارقي في الصحراء الكبرى، حيث إلى حد الأن توجد ترسانة من الأعراف التي تحمي المرأة و تصون شرفها و ووجودها المادي و اللامادي، أما بعد الإسلام فيمكن الإستدلال بالكثير من النماذج كإبنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية كنزا ثاورابيت التي تزوجت من إدريس الأول الهارب من بطش العباسيين، فبعد وفاته تحملت مسؤولية تسيير شؤون الدولة الإسلامية الأمازيغية الأولى في شمال إفريقيا إلى حين بلوغ ابنها إدريس و كذا الأميرة زينب ثانفزاويت،فانو بن يانتان، زينب إبنة يوسف بن عبد المومن الموحدي، للا عودة…أما في العصر الحديث فنجد كلا من يطو زوجة موحى أوحمو أزاياي،عدجمو موح، للا تعزى تاسملالت، بلفوخ تافرياضت و لا يسعنا أن نذكر جميع الأمثلة عن تفوق المرأة الأمازيغية في أي مجال مجال و هذا ليس تجاهلا بطبيعة الحال بل لغزارة الأسماء و الأمثلة التي لا يمكن ذكرها جميعا…
أيضا داخل الحركة الأمازيغية برزت نساء ناضلن من أجل إسترداد الحقوق الثقافية و الهوياتية و السياسية لإيمازيغن كمايسا رشيدة المراقي، فاضمة الورياشي، مريم الدمناتي، أمينة ابن الشيخ، فرودجة الموساوي ، أماني الوشاحي على مستوى ثامزغا… كما لا ننسى ابنة المنطقة الشاعرة المتألقة نعيمة الفارسي.
هذه الأسطر ماهي إلا إعتراف بسيط منا نحن بما قدمته المراة الامازيغية عبر التاريخ تزامنا مع عيدها السنوي و الذي يجب أن لا يكون فقط يوم الثامن من مارس بل كل أيام السنة، عيدكن مبارك سعيد يا أمهاتنا اللواتي أنجبن مناضلين و مناضلات قدموا الغالي و النفيس من أجل القضية.


سيفاو شملالي



No comments:

Post a Comment