Friday, May 20, 2011

اسبانيا تعوض الريفيين ماديا جراء الغازات السامة

متابعة: خالد أربعي

كشفت جريدة «اليرتا ديجيتال» الإسبانية في عددها الصادر يوم الأربعاء تقديم إسبانيا تعويضاًماديا يقدرب100مليون يورو للمغرب عن استعمالها الغازات السامة ضد المدنيين بالريف .يأتي هذا بعد لقاء وزيرةالخارجية الاسبانية،ترينيداد خيمينيث نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري فبرايرالماضي ،حيث أبلغته آنذاك بأن إسبانيا تنوي تقديم تعويضات مالية للمتضررين جراء استعمال الغازات السامة المحظورة دوليا، بناء على توصيات الجمعيات والمنظمات المدنية العاملة في المجال، فضلا عن تمويل المستشفيات المتخصصة في علاج الأورام السرطانية بكل من الحسيمة والناظور.وكأول رد على الخبرنفى نائب رئيس مؤتمر المندوبين المفوضين دياز خورخي فرنانديز،دائماً حسب ما نشرته جريدة «اليرتا ديجيتال» ـ نفى ـ ان تكون اسبانيا
 تنوي الاعتذار عن جريمة مزعومة ضد الإنسانية التي ارتكبت قبل 90 سنة ،حسب قوله.المبادرة الإسبانية ،من المرتقب أن تكون لها أصداء مختلفة ،في ظل تشبث المتضررين بتقديم اسبانيا اعتذاراً رسميا للمغرب.إسبانيا لم تتخل عن الروح الاستعمارية برفضها الاعتراف بجرائمها
الحزبان الكبيران في إسبانيا، الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، مختلفان على كل شيء، سواء في السياسة الداخلية أو في السياسة الخارجية. لكنهما اتفقا على رفض المقترح الذي تقدم به الفريق الكاتلاني لليسار الجمهوري بشأن اعتراف إسبانيا بمسؤوليتها عن سقوط عدد كبير من الضحايا في منطقة الريف نتيجة استعمال جيشها لأسلحة كيماوية وذلك خلال عشرينيات القرن الماضي، بدافع الانتقام من سكان المنطقة إثر الهزيمة التي ألحقها بها محمد بن عبد الكريم الخطابي ومن معه من مقاتلي الثورة الريفية في معركة أنوال.حصلت اسبانيا على غازات مختلفة ذات آثار متفاوتة لكنها عجلت بنهاية المقاومة في الريف واستسلام عبد الكريم الخطابي، الاستسلام الذي جاء على خلفية المحافظة على حياة السكان الذين باتوا مهددين بفقدان حياتهم بشكل جماعي.
ويمثل غاز »اللوست« أهم هذه المواد، وهو يعمل على تلويث التربة والبنايات والطرق والمواد الغذائية ويتمتع بقدرة النفاذ عبر كافة الألبسة سواء من القماش أو الجلد أو حتى المطاط وكان من الصعب جدا في تلك الفترة اكتشافه مما جعله أكثر فتكا، وكانت صعوبة اكتشافه من بين الأسباب التي حالت دون تدخل الصليب الأحمر. كما يتسبب في التهاب العينين حد العمى المؤقت وزكام وبحة في الصوت واحمرار في الجلد يتحول سريعا إلى حروق. وثم غاز الكلوربكرين الذي يهيج العينين والأعشية النخامية ويسبب الغثيان ويضر الرئتين والقلب وتكفي كمية قليلة منه لوضع حدٍّ لحياة الشخص الذي يتعرض له.
وأيضا غاز الدّك الذي هو سم خاص بالجلد وذو تأثير حاد على الجهاز التنفسي، ثم غاز الكلارك الذي يهيج الانف والحنجرة، وغاز الفوسجين الذي يؤثر في الرئتين.
ويبدو جليا من الوثائق التاريخية ، أنه لولا لجوء إسبانيا إلى استعمال الغازات السامة لما تمكنت من إعادة بسط نفوذها على منطقة الريف بعد الهزيمة في معركة أنوال.





zi :

No comments:

Post a Comment