مشروع أرضية لحركة 20 فبراير2011 بالمغرب
تــقـــديم
نقدم لشباب حركة20 فبراير،و للمجلس الوطني لدعمها ولكل المهتمين وللمجالس واللجان والتنسيقات المحلية وللجان الأحياء بعض الملاحظات التي ارتأينا أنها ستكون دعما وتقوية لحركة20فبراير وكانت هذه المساهمة في الأصل قدبدأت يوم5مارس2011 بعدما توصلت بمشروع الأرضية التي أنجزها إخواننا المحترمون في لجنة المتابعة للمجلس الوطني لحركة 20 فبراير بالرباط وبعد قراءته أكدت شكري وتقديري لهم، وظهرت لي صعوبة تحضير نصوص ذات قيمة نضالية، وأدبية، وتاريخية فعالة بالنسبة لحركة20 فبراير، وأيضا عرفت أن المجتمع المغربي ككل يقل فيه من يتوفر على شروط ومؤهلات لانجاز الوثائق من النوع الذي أتصوره، وقررت الشروع في ا عداد هذه المساهمة ليتمكن الإخوة أعضاء اللجان المكلفة بإعداد الأرضيات،
والدراسات، أينما كانوا كيفما كان انتماؤهم السياسي أو نزعتهم الفكرية والأيديولوجية من تسهيل إدماج التعديلات والإضافات في مذكراتهم،وتكوين تصوراتهم، لكن بعد5مارس2011 فكرت في مواكبة الموضوع بملاحظات مكتوبة،لاتقتصرعلى موضوع الأرضية،بل تتوسع إلى التحليل وتحبين الأفكار، وحماية التاريخ من الزيف والتشويه، والاهتمام بأدب وفن حركة20 فبراير استعدادا للمستقبل،وأي مستقبل؟ وأيضا ضرورة مواكبة المجالس المحلية لدعم حركة20 فبراير، وخاصة المجالس المحلية بمدن سلا والرباط، وتمارا والحسيمة،وتيزنيت وغيرها ،واستعدادا لموعد20مارس ، و24ابريل ولغيرها،وأتمنى أن يساهم الآخرون في استمرار هذه المبادرة الثقافية والنضالية،ونحن الآن في اشد الحاجة إلى دور مثقف التغيير،والكاتب السياسي الحريص على نجاح حركة 20 فبراير، لكي نجمع بين العمل الميداني والتنظيم والتفكير والتنظير، وننظم الرد القوي على هجوم إعلام السلطة المخزنية وأحزابها وصحافتها علينا،لأننا نعاني من تخاذل مثقفي وصحافة السلطة الذين يبحثون عن جعل حركة20 فبراير غنيمة يحصلون منها على مناصب مخزنيه وتعيينات في لجان المخزن ومجالسه الجديدة، والتعبئة المغلوطة للحملات الانتخابية المغشوشة، وسرقة أضواء وسائل الأعلام لصالح رموز ترقيع الاستبداد، وقد فتح المخزن وأحزابه وسائل إعلامه المنغلقة والمتحيزة قصد استقطاب الذين فرض عليهم الحصار الإعلامي لسنوات طويلة ليجعل خنوعهم ثمنا لحرية تعبيرهم ،وحاول إيهامهم وتغليطهم بأنه فتح لهم أبواب وسائل ا لإعلام ليمارسوا حرية التعبير المزعومة وهو في الحقيقة إنما يريد تقوية ودعم مثقفي المخزن الذين تجاوزتهم حركة 20 فبراير وفسخت ثقافتهم،ولم يعودوا يستطيعون فهم مايجري في البلاد،ولا يتوفرون على حلول،ولا يقين لهم فيما سيحدث بالمستقبل....
والدراسات، أينما كانوا كيفما كان انتماؤهم السياسي أو نزعتهم الفكرية والأيديولوجية من تسهيل إدماج التعديلات والإضافات في مذكراتهم،وتكوين تصوراتهم، لكن بعد5مارس2011 فكرت في مواكبة الموضوع بملاحظات مكتوبة،لاتقتصرعلى موضوع الأرضية،بل تتوسع إلى التحليل وتحبين الأفكار، وحماية التاريخ من الزيف والتشويه، والاهتمام بأدب وفن حركة20 فبراير استعدادا للمستقبل،وأي مستقبل؟ وأيضا ضرورة مواكبة المجالس المحلية لدعم حركة20 فبراير، وخاصة المجالس المحلية بمدن سلا والرباط، وتمارا والحسيمة،وتيزنيت وغيرها ،واستعدادا لموعد20مارس ، و24ابريل ولغيرها،وأتمنى أن يساهم الآخرون في استمرار هذه المبادرة الثقافية والنضالية،ونحن الآن في اشد الحاجة إلى دور مثقف التغيير،والكاتب السياسي الحريص على نجاح حركة 20 فبراير، لكي نجمع بين العمل الميداني والتنظيم والتفكير والتنظير، وننظم الرد القوي على هجوم إعلام السلطة المخزنية وأحزابها وصحافتها علينا،لأننا نعاني من تخاذل مثقفي وصحافة السلطة الذين يبحثون عن جعل حركة20 فبراير غنيمة يحصلون منها على مناصب مخزنيه وتعيينات في لجان المخزن ومجالسه الجديدة، والتعبئة المغلوطة للحملات الانتخابية المغشوشة، وسرقة أضواء وسائل الأعلام لصالح رموز ترقيع الاستبداد، وقد فتح المخزن وأحزابه وسائل إعلامه المنغلقة والمتحيزة قصد استقطاب الذين فرض عليهم الحصار الإعلامي لسنوات طويلة ليجعل خنوعهم ثمنا لحرية تعبيرهم ،وحاول إيهامهم وتغليطهم بأنه فتح لهم أبواب وسائل ا لإعلام ليمارسوا حرية التعبير المزعومة وهو في الحقيقة إنما يريد تقوية ودعم مثقفي المخزن الذين تجاوزتهم حركة 20 فبراير وفسخت ثقافتهم،ولم يعودوا يستطيعون فهم مايجري في البلاد،ولا يتوفرون على حلول،ولا يقين لهم فيما سيحدث بالمستقبل....
ونبدأ هنا بتأكيد منهجي لابد منه وهو أن الكتابات الكثيرة والغنية بالصور والوثائق توجد على مواقع الانترنيت، وقراءة هذه الأرضية-الورقة، تتطلب مواكبة مانشر على المواقع المذكورة.وتتطلب الحضور في مسيرات ووقفات حركة20 فبراير،وتتطلب قراءة مايكتب من تقارير ومقالات في الصحف اليومية والأسبوعية بالمغرب والجزائر،وتتطلب الإنصات الىشعارات الجماهير المغربية في تحركات حركة 20فبراير التي وصلت إلى الهتاف بعشرات الشعارات ،وهي شعارات تشكل روح حركة20 فبراير الحقيقية، وتعتبر الشعارات المرددة في الشوارع أقوى وثائق لأنها تجسد رغبة المتظاهرين وإرادتهم،وهي وثائق صوتية من ورائها سياسيون وفنانون، وزجالون وتنبثق من اللغات الشعبية وخاصة الدارجة التي أصبحت تتمتع بحيوية في المظاهرات،وتحطم النخبوية اللغوية التي تستعملها السلطات المخزنية وتوابعها التنظيمية....
أولا تعريف
لاندري في البداية كيف نرتب اولويات التعريف،لنعرف ماهي حركة 20 فبراير؟وهي حركة مستعصية في بدايتها عن التعريف، لأنها تحتمل عديدا من التعريفات، لايمكن أن تتوفر على تعريف واحد الابعد تجربة طويلة أو تجارب مختلفة، ومن أسرار نجاح حركة 20 فبراير أنها عصية عن التعريف السريع والبسيط، بالنسبة لأعداء الشعب الذين لو تمكنوا من معرفتها الدقيقة وتعريفها لمحوها وقضوا عليها، فكل شيطان سياسي بالمغرب يدعي انه يعرفها، ويتسوق بما يسميه معرفة ، ونظرا لكون هذه الورقة ولدت يوم ميلاد حركة 20 فبراير، وكبرت معها، فان المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير قد يكون تجربة عابرة،لاتساوي شيئا بالنسبة لحركة 20فبراير في حد ذاتها، ولكن ذلك لايمنع أن نعرفه في وقته،ونسجل فقط العثرات التي تعرض لها، إن لم نستطع فضح من تلاعب بالمجلس واحتال عليه...وهنا نشير إلى أن التعريف المرحلي هو أن حركة 20 فبراير هي النزول إلى الشوارع والساحات، فكل من شارك في الوقفات والمسيرات، وكتب الشعارات ورددها فهو من حركة 20 فبراير،وبذلك فهي حركة وليست جمودا، ومن لايتحرك علانية ويعلن رأيه، وينضم إلى المسيرات والوقفات وترديد الشعارات فهو لايتوفر على مواصفات حركة 20 فبراير،ومن لايحارب ويرد على الحرب الشرسة للمخزن وأحزابه ضد حركة 20 فبراير فليس منها،وأخطر حرب كلامية وسياسية هي مانعتها به الناطق الرسمي للحكومة المغربية
من كونها تخضع لسيطرة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي، وما ينعتها به وزير العلاقات بين الحكومة والبرلمان من كونها مجرد نضال سلبي، ومفهوم السلبي بالنسبة للحكومة المخزنية هو كون النضال الذي ابتدعته حركة 20 فبراير لايخضع للحكومة ولا لأحزابها،ولابد من تفسير هذه النعوت والرد عليها،لأنها حركة تستحق الاحترام بسبب التضحيات التي قدمتها بواسطة من احترقت أجسادهم من اجلها، ومن تعرضوا للاهانات والتعذيب، والسجن والقتل،ومن بحت حناجرهم من ترديد شعاراتها ومن أنفقوا مالهم وزمنا من وقتهم من اجلها..وهؤلاء يعدون بالملايين من سكان المغرب يجب أن يتعرض كل من قذفهم وسبهم وقمعهم للمحاسبة والمحاكمة
إن المجلس كما كنا نتصوره ، وليس كما آل إليه، هو تجمع مستمر ومتجدد لمكونات من المجتمع المدني ومن الأحزاب السياسية والنقابات ومن التيارات السياسية والدينية ومن مكونات الهوية المغربية والجهات والشخصيات المتنوعة وهو تجمع له جوهر رئيسي هو تأييد ودعم حركة شباب 20فبرايرواستمرارها..والمجلس هو طموح وأمل أكثر مما هو واقع ملموس،وهو وسيلة لفتح الشهية السياسية للشباب لترقية حركة 20 فبراير إلى حركة سياسية وليس فقط حركة احتجاجية ، أو حركة شعبية لاتملك خطة ومنهجا للتغيير..أو حركة يسرق منها كل اللصوص..وينتعش منها كل المخلصين ..وهي حركة تردد بقوة شعار
فين وصل نضال شعبنا؟ وتجيب ها هو كايتنمما
ويشمل تعريف المجلس نشوءه، وتطور،ومكوناته، بإشارة إلى كونه انبثق في أصله من مبادرة مشكورة من بعض الجمعيات الحقوقية، وكانت المبادرة الأولي تهدف إلى التضامن مع الشعوب، أي شعوب أخرى غير المغرب مثل تونس ومصر، ثم تحول إلى مشروع المجلس الوطني الذي كان سبب كتابة هذه الورقة، وهذا التحول نشأ تلقائيا بين الذين أعجبوا وفرحوا بحركة 20فبراير، والذين شاركوا فيها وتحمسوا لها وضحوا من أجلها،ثم وقع تطور آخر وهو ظهور المجالس، والتنسيقات، والائتلافات واللجان المحلية لدعم حركة20فبراير، ثم أخيرا لجان الأحياء في مدينة الدار البيضاء وطنجة وغيرها..وظهرت تجربة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، ومجالس مشابهة في تونس ومصر واليمن وسوريا، ويتكون المجلس الوطني إلى غاية يوم5مارس 2011 على14تنظيما سياسيا،مع13 تنظيما شبابيا،مع15تنظيما حقوقيا،3تنظيمات نسائية،26 تنظيما جمعويا،7 نقابات عمالية ومهنية، مع 13فعالية من الأفراد، وهو لايزال قيد التكوين، وفيه مشاكل كثيرة تتعلق بانضباط أعضائه وتسيير إشغاله،ويتوفر على لجنة متابعة، تسير أشغاله،لكن مرور الزمن وتطور تجربة حركة20 فبراير وضع المجلس الوطني نسبيا في موقع هامشي،تظهر فيه تأثيرات الأحزاب والنقابات والجمعيات المخزنية،وتظهر فيه تقاليد ورثها بعض الحقوقيين والسياسيين والنقابين عن مرحلة ما قبل20 فبراير وصعب عليهم التخلص منها، تجلت في تجميد الانخراطات الجديدة في لائحة أعضاء وعضوات المجلس،وفي ابتعاد بعض الأقاليم والجهات عن المجلس مثل الدار البيضاء. وكذلك الانسحابات التي قامت بها بعض الجمعيات والنقابات التي تأثرت بمواقف الأحزاب المخزنية وبرغبات السلطة الحاكمة، مثل الشبيبات الحزبية وحركة باراكا،.وفي الشكل التنظيمي التقليدي الذي يريد بعض المسيرين للمجلس تطبيقه،وغير ذلك مما يتطلب معالجة جديدة لوضعية المجلس،وهو من بوادر الأشكال التنظيمية التي حاولت هيكلة حركة 20 فبراير،وتأكد في التجربة الميدانية أن الهيكلة الممكنة تتحقق تدريجيا وتواكب التغيير الذي ينشده الشعب،وأنه لاهيكلة بدون تغيير، لان الهيكلة هي اخطر مايمكن أن يصيب حركة 20 فبراير التي تهددها الهياكل الحزبية والنقابية والجمعوية المتواطئة ضد التغيير، فقد ظهرت عوائق تتعلق بمفاهيم التغيير السياسي مثل ما يذهب إليه بعض الفاعلين الذين أسسوا هياكل مثل الحركة من اجل دستور ديمقراطي، والائتلاف من اجل ملكية برلمانية،وظهرت المعضلة السياسية التي تسمى بسقف المطالب أي الحد الأقصى الذي تسعى لتحقيقه حركة 20 فبراير،وألحت الهياكل المخزنية على تحديد سقف المطالب، حتى تتمكن من قطع الطريق على كل من يريد غير ما تريده،فظهر أن معرفة سقف المطالب ليس في صالح حركة 20 فبراير التي عليها أن تنصت لمطالب الشعب، وهي مطالب سوف تبرز تدريجيا خارج أي سقف مقرر مسبقا، لأن سقوف المطالب السياسية لدى النخب المخزنية معروفة مبنية على ثقافة المخزن وهي ثقافة سائدة في الأوساط الحزبية والنقابية لمرحلة ماقبل 20 فبراير، ولها سقوف تاريخية تتجلى في الفشل المتكرر، وعدم الوصول بالمغرب إلى مرحلة الديمقراطية،وباختصار فان سقف المطالب ينحصر في الإنصات للشعب،والاعتماد على قدرة الشعب في تطوير مطالبه وقبوله أداء تكلفة تحقيق المطالب بالمال والأجساد ..
ثانيا فكرة الأرضية
إن فكرة الأرضية هي طموح واجتهادات أدبية، وان أمكن أبحاث علمية، ولذلك فهي ليست فكرة مخيفة،بل هي جزء من حيوية حركة 20 فبراير،وتنشد الأرضية أن تكون حركة 20 فبراير حركة علمية،ثقافية ، فنية ،سياسية، لاتخيفها الوثائق السياسية، ولا تعجزها القراءة والكتابة،
هل من الممكن اذن وضع أرضية لحركة 20 فبراير؟ أم فقط أرضية للمجلس الوطني للدعم؟ وهل ستكون أرضية نظرية؟ ونعني بها ورقة فكرية، أم ستكون أرضية عملية لاتوجد إلا في اللقاء في الشارع؟ أي انها أرضية مادية يجمعها الزفت الذي تمشي عليه أقدام المحتجين والمتظاهرين؟ وتجمعها الشعارات التي يصيح بها المتظاهرون؟ وباختصار أرضية فيزيائية اسمها الشارع ، والساحة العمومية ...واسمها مكان الاعتصامات...وروحها هو شعارات الشباب الثائر ضد الفساد والبطالة والفقر والقمع والتي يلخصها شعار ما مفكينش،عاش الشعب..
إن فكرة هذه الورقة - الأرضية نشأت هي أيضا من المناقشات التي جرت حول حركة 20فبراير، ولايمكن أن تكون لها قيمة وأهمية إلا إذا واكبت الشارع والساحات العمومية وأمكنة الاعتصامات وسماع شعارات المتظاهرين..ومرشوشة بقطرات دمائهم وعرقهم،ومعبرة عن آلامهم،ومنتشية بمرافقتهم،ومعبرة عن مشاعرهم ضد الظلم والقهر والتسلط والمقدسات المكروهة..
بين من كان ضد هذه الحركة، ومن كان معها، ومن نظموها، ومن كان متخوفا منها، وتلاقي المظلومين من سطوة الاستبداد حولها، وأيضا من استفاد منها؟ والذين اندسوا فيها لخدمة المخزن وهياكله الحزبية والنقابية والجمعوية،والذين يحاولون الركوب عليها، ونشأت عن سؤال جوهري هو
ماذا يفترض أن يجمع هؤلاء من مبادئ؟ ومن سياسة؟ ومن برنامج ؟ وما هي الشخصيات الحقيقية لحركة 20 فبراير؟ ومن هم زعماء وزعيماتها؟ونشأت أيضا من النقاشات التي تجري بحدة حول تقييم نتائج و فكر وعمل حركة20فبراير، ما كان ايجابيا ومكتسبا منها، وما كان ربما سلبيا، والتخوفات التي تدور حول الهيمنة عليها، والتشوف نحو مستقبلها...وكذلك تحليل ظواهر تعامل السلطات المخزنية والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام معها ...وارتكز التفكير حول الأرضية على تعريف حركة20فبراير ماهي؟ بعد شعور المؤيدين لحركة 20فبراير بضرورة تجاوز الأرضيات الخاصة بالتنظيمات والتيارات كل على حدة ولو نسبيا، لان كل أرضيات المرحلة السابقة لعشرين فبراير صارت تقليدية، وتستحق التجاوز، لكي يسعى الكل إلى خلق أرضية مشتركة تضمن مزيدا من القوة التي عبرت عنها جماهير المسيرات بشعار بالوحدة والتضامن اللي بغيناه يكون يكون،والأيمان بأن ما نريده لايمكن أن يتحقق بأرضية حزب واحد، أو فكر فردي، أو تنظيم خاص مهما كانت قوته وان قوة الشعب ككل لن تتحقق الابكسر الحواجز التي تفرق الشعب.ولا يخفى أن المخابرات المخزنية لها أرضية جاهزة تواجه حركة 20 فبراير أعدتها الأطر السياسية المتخصصة في إفشال الجماهير وتفكيك أطرها المخلصة وهي أرضية المخزن التقليدي-الفرنسي، الثابتة التي لاتتغير.وترتكز على زرع الخيانات في صفوف الشعب، وشراء الذمم، وأولا وأخيرا القمع وزرع الخوف واليأس ،وتشجيع الحزبية المزيفة ،والتضليل الإعلامي،واستغلال النفوذ..وللأرضية المخزنية خيوطا وروابط بالأحزاب والنقابات والجمعيات وهي سرطان سياسي ينتشر في كل مرافق السياسة التقليدية لما قبل 20 فبراير
وبعد ظهور المجالس المحلية لدعم حركة 20 فبراير ظهرت مشاريع أرضيات للمجالس المحلية، منها أرضية المجلس المحلي للدعم بالرباط التي نوقشت يوم 4ابريل2011
لكن الأرضيات والوثائق السياسية لحركة20 فبراير لم تنشر في مراجع متكاملة،وتعاني من
التعتيم ومن حصار وسائل الإعلام الحزبية الداخلية ومن وسائل الإعلام المخزنية ككل ومن سيطرة خبراء الإعلام الفرنسي على الساحة داخل المغرب وخارجه...وطبعا من إعلام الشرق الأوسط...
ثالثا منهجية الأرضية
أن منهجية الأرضية يجب أن ترتكز في نظرنا على التجربة الميدانية ليوم 20فبرايرومابعده، لاخارج هذا اليوم، ونعني نظرية 20فبراير من الناحية السياسية والفكرية والتنظيمية ونعني، أيضا أن لاتضيع التجربة بالاهتمام بما قبلها من المسبوقات والمعتقدات والإيديولوجيات التي أدت إلى التفرقة في صفوف المجتمع المدني والسياسي، واليسار، واليمين، والنقابات والإسلاميين والمسيحيين ،واليهود،ومجموعات الهوية المغربية وخاصة الأمازيغ والقوميين العرب المغاربة،وأدت إلى وضع أمور الشعب بيد السلطة المخزنية الاستبدادية التي قادت المغرب قبل 20فبراير مرتاحة وقوية ،لأنها قادرة وحدها على صنع الإجماع المزيف حولها، وقادرة على صنع المجالس المتنوعة واللجان،والآليات السياسية حسب مصالحها..وأن لاننسى منهجيا أن هذه الأرضية ليست لمجموعة منعزلة ،ولا لمصلحة احتكارية،وفي نفس الوقت لاينبغي منهجيا أن يشعر الذين ضحوا وناضلوا وتنظموا قبل 20فبراير بالغبن والتجاوز، بل يجب أن نفتخر بهم ونشيد بكل نضالات الديمقراطيين ماقبل حركة 20فبراير، وأن نسعى إلى أن يرتاحوا ويطمئنوا إلى نقل المشعل لشباب المستقبل والانضمام إلي التيارات الجديدة،وأيضا لابد أن نعتبر أن الأرضية هي جزء من التاريخ،ونعني أنها قابلة للنقد ، وليس فيها معرفة مطلقة ونهائية، وأنها رغم صبغتها التاريخية تمثل جانبا روحانيا يمتد من أرواح قدماء الأجداد، فشباب اليوم الذين قادوا حركة 20فبراير هم قادة الشعب الجدد ، وأكبر إعانة يقدمها لهم من ليس شابا منا هو أن نعترف لهم بقيادة المجتمع،وأن نعتبرهم القادة الحقيقيين ، ننضبط لهم ، ونستجيب لتوجيهاتهم،وأكبر عرقلة لهم هي أن نسعى إلى قيادتهم دون أن نكون فعلا شبابا في فكرنا وأرواحنا ولو لم تكن أجسامنا وأعمارنا شابة..
رابعا المبادئ
إن موضوع المبادئ بالنسبة لحركة 20 فبراير هو موضوع مبادئ حركة شابة حديثة الولادة يمكن أن تتعرض بسهولة لعمليات الشحن الأيديولوجي من طرف المحترفين السياسيين المخزنيين،لكن هذه الحركة ملقحة ضد ميكروبات السياسة المخزنية ، ولقاحها الفعال هو لقاءاتها مع الشعب في الشوارع وأحياء والمدن والقرى،ووسائل الإعلام العالمية التي تخترق كل مكان،ولذلك فهي لاتتوفر على مبادئ جاهزة أو مطبوخة عبر السنوات الماضية، هي موضوع مبادئ المستقبل، وموضوع الإبداع الشعبي ،وبرهنت الأشهر القليلة من عمر هذه الحركة أنها محمية بالشعب وبالمواقع على الأنتيرنيت ، لان الشعب يمارس معها السياسة في الشوارع والبوادي ، ويرفض ممارسة السياسة مع غيرها، والكل يسعى إلى صنع المبادئ الجديدة لهذه الحركة التي رضي بها،وهذه الورقة تطرح بالأساس إشكالية المبادئ ، ولا تتوانى عن تقديم اقتراحات،ولا تخلوا المقترحات من مخاطر الهفوات بسبب تسارع الأحداث وصعوبة مواكبتها، وأيضا بسبب هجوم مبادئ الهيآت والنقابات المخزنية على ذهنية جماهير الشعب، فشياطين السياسة المخزنية لايضيعون لحظة واحدة إلا ويستعملونها في خدمة مبادئهم المغشوشة،وهم بلا شك يكرهون الحديث عن المبادئ التي تبرز خارج لعبهم، ولا يريدون أن تتوفر حركة 20 فبراير على مبادئ خاصة بها، لذلك نرى أن الحزبية المخزنية تحرص على جعل سقف المطالب والمبادئ بين أصابعها،وهنا نشير فقط إلى أمثلة من المبادئ الممكنة وهي
- جعل يوم 20فبراير يوما مشهودا في ذاكرة المغرب الجديد ،وعيدا وطنيا، له دلالة جديدة تتجاوز 11يناير1944وتتجاوز20غشت 1953و18نونبر1955 وغيرها...مثل16مايو1930
- جعل المجلس بعد إصلاحه لاكما هو حاليا نواة لبلورة وتطبيق فكرة وضع دستور جديد بواسطة مجلس تأسيسي لكي لايبقى برنامج ومطالب حركة 20فبراير مجرد مطالب نظرية يحير الشباب في كيفية تحقيقها، وستتعرض لمخاطر احتوائها من طرف السلطة الاستبدادية كما وقع بامتصاص تجربة جيش التحرير والمقاومة ضد الاستعمار الأجنبي سنة 1956 وما بعدها، وكما وقع بامتصاص تجربة ماسمي بالانتقال الديمقراطي والتناوب من طرف خونة الشعب..ونعني أن تحديد نوع نظام الحكم الجديد المبني على رغبة واختيار شباب حركة20فبراير يبقى من اختصاص مجلس وضع الدستور الذي سيشكل مستقبلا، وليس من المعقول فرض نوع نظام الحكم قبل المجلس..
- تبني مبادئ الانفتاح على مكونات المجتمع المغربي والتقارب الحر فيما بينها وتنشيط الحوار المؤدي إلى تنمية الثقة المتبادلة فيما بينها من اجل إسقاط مخاطر الفتن الداخلية
تبني مبدأ كون الأرضية ليست موجهة للسلطة المخزنية بل هي أرضية تهم بالأساس-
الأطراف المشتركة فيها، وهم الساهرون على تطبيقها، في أفق أن يسهر الشعب ككل على تطبيق المبادئ التي يريدها بكل حرية وشفافية، وبواسطة ممثليه الحقيقيين المخلصين
- بلورة فكرة حل البرلمان وفسخ الحكومة لكي يتم الحل والفسخ بيد الشعب لكي لايصبح حل البرلمان والحكومة طريقا لتكرار تجربة حالة الاستثناء، وجمع السلطات بيد الملك وحده
- جعل شباب حركة 20فبراير يدرك خطورة النخب والتنظيمات السياسية والعائلية والنقابية وغيرها فيما يخص تعاون وتواطؤ رؤسائها وأعضائها في بناء المخزن الاستبدادي الحالي واستفادتهم التاريخية من تكريس العبودية والرعية، والبيعة، والإجماع المغشوش وطقوس العبودية، والانتخابات المزورة.
– إدانة القرصنة التي تعرضت لها حركة 20فبراير بتعيين أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان مباشرة بعد20فبراير، وتعيين أعضاء اللجنة الخاصة بمراجعة الدستور على حساب تلك الحركة...وأغلبهم من مسئولي مراكز القرار في فترة ماقبل 20فبراير،ونشر الوعي بخطورة الانتهازيين الذين يخونون اليسار واليمين والإسلاميين والأمازيغيين تحت شعار الخائن يخون كل الناس ومبدأه القار هو الخيانة
خامسا استلهام ثورات تونس ومصر وليبيا
إن تأثيرات التغييرات التي وقعت بتونس وليبيا ومصر، تتميز بكونها تغييرات تمت في شمال إفريقيا ومصر ،أما بلدان الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن والبحرين والأردن فلم يتغير فيها أي نظام حاكم،وليس فيها ما يمكن أن تستلهمه حركة 20 فبراير،ولا نحتاج هنا إلى توضيح كون الربيع الحقيقي شمل فقط شمال أفريقيا وهو بالضبط ربيع شمال أفريقيا،
حيث تم انتخاب أول لجنة تأسيسية في شمال إفريقيا،لوضع دستور في تونس، و أن تكوين المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير كان مفترضا أن يستلهم تجارب ثورات في محيط شمال إفريقيا ومصر وليبيا وغيرها من البلدان التي تسير نحو التغيير في الشرق الأوسط خلال سنة 2011، مست حل الأحزاب الحاكمة، وإسقاط الحكومات،وإعلان رحيل الرؤساء، وتغيير الدساتير،وإحداث مجالس شعبية،ودور الجيش في السياسة،ومعالجة حقوق الجهات والأقليات الجهوية والدينية، وأيضا حل أجهزة المخابرات السياسية.وهي أمور لم تقع في المغرب.. وينبغي أن لاتغيب هذه الموضوعات ومعالجتها الاستباقية في جلسات والمجالس المحلية، ولجان التنسيق،ولجان الأحياء، وقد تناولت نقاشات الدورة الأولى5مارس استفادة الحكم المخزني بالمغرب من تلك الثورات قصد عرقلة التغيير بالمغرب،ومنها بادرته بخلق المجلس الوطني لحقوق الإنسان وتعيين اطر مسروقة من حركة 20فبراير قصد صبغها بالسعي إلى الوظائف والانتهازية، وسعي الأحزاب المخزنية إلى تمييع يوم 20فبرايرباصدار بيانات منافقة، تتغزل به، وتحريك الشبيبات الحزبيةالمخزنية، قصد احتواء مطالب شباب 20فبراير،وخلق التباس في معنى شباب حركة20فبراير، ولابد في مشروعنا أن نتساءل ماذا نستلهم من تجارب منطقتنا؟ وكيف سنستفيد منها مرحليا ومستقبلا؟ ومن أهم النقط التي تهم الاستلهام نقطة المجالس التي تأسست من خلال تلك التجارب، مثل المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ومجلس حماية الثورة بتونس..ومجالس الشباب التي تأسست في مرحلة التغيير، ولجنة تعديل الدستور بمصر..ومواقف الدول الأجنبية تجاه رؤساء الدول المخلوعين وعائلاتهم، وتجميد القضاء ومجلس الأمن الدولي أموال شخصيات الفساد بالخارج والداخل في ليبيا وتونس ومصر وخاصة حماية وإيواء الجزائر لعائلة الكذافي..وتقديم واعتقال شخصيات الفساد في الأحزاب والشرطة والمقاولين أمام المحاكم..وشعارات الشعوب مثل
الشعب يريد إسقاط النظام، وقصيدة الشاعر أبي القاسم ألشابي
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر....
وأهم مايمكن استنتاجه من تجربة ليبيا هو ظهور كتائب ألقذافي ضد الجيش الليبي،والانقسامات التي عرفها الجيش والسلك الدبلوماسي، وصدور قرارات مجلس الأمن الدولي بالهجوم على كتائب لقذافي عسكريا.. ومعلوم إن المخزن المغربي يتوفر على أجهزة خاصة يمكن في الأزمات أن تصبح خطيرة على كل الأجهزة الوطنية الأخرى كالجيش والشرطة التابعة للأمن الوطني؟ومشروع الإصلاح لابد أن يتضمن الحريات النقابية والتمثيلية الحرة لمتقاعدي الجيش والشرطة ليساهموا في كشف الحقائق دون خوف،وأن يعتبروا علانية أحرارا من أي مضايقة وتهديد من أية جهة كانت سوى من احترام الحقوق الأساسية والقوانين،.إن إجهاض حركة 20 فبراير في المغرب سيكون نكسة تاريخية لانظير لها، وتتأكد أهمية الانتباه إلى ادوار تلك العناصر في التجربة التونسية عندما ظهر الجيش التونسي فجأة في صف الثورة الشعبية التونسية وحمى شباب الثورة من وحشية قمع أجهزة الحكم العائلي والفردي لنظام حكم بن علي،وظهر الجيش المصري أكثر وضوحا في وقف نظام حسني مبارك وتبديله بالمجلس العسكري،وكان ضباط الطيران في ليبيا أول من تمرد على كتائب ألقذافي وهربوا بالطائرات إلى مالطة،وصارت قصة انضمام الجينيرال يونس عبد الفتاح وزير داخلية الكذافي إلى جيوش الثوار ملحمة تاريخية ستقصها الأجيال القادمة على مسامع شعب ليبيا في التاريخ البعيد ، ولا ننسى هنا تمرد سفراء ليبيا على حكم الكدافي وتعين مصطفى عبد الجليل على رأس المجلس الوطني الانتقالي وهو وزير العدل السابق في الحكم الفردي الليبي،وهنا تتضح أهمية التحولات التي جرت في صفوف الأنظمة الثلاثة التونسية والمصرية والليبية،وماهي أحوال المغرب من خلال تلك التجارب؟لقد فرح شياطين السياسة المخزنية وأحزابهم بنجاتهم حتى الآن مما تحقق في تلك البلدان وهو ماعبر عنه احد قادة حزب إسلاموي مخزني بقوله لعن الله حكامهم وبارك في حكامنا
سادسا - مرحلة ما بعد اجتماع 5 مارس2011
كانت هذه الأرضية-الورقة مشروعا سيقدم إلى الدورة الأولى للمجلس الوطني لدعم حركة 20فبراير 2011 المنعقدة يوم 5مارس بالرباط على نية أن المجلس سيضع الأرضية الخاصة به ويتبناها أو على الأقل يناقشها في دورته الأولى تلك، لكن الأرضية تأجلت بعد نقاش عميق قام به الحاضرون في الدورة الأولى احدث الخوف في نفوس الذين ينوون أن يحققوا بالمجلس أهدافهم الضيقة مما تطلب منا أن نأخذ بعين الاعتبار المستجدات النظرية والتنظيمية. مثل سؤال احد الحاضرين بدورة المجلس لماذا نحن هنا ويعني المجلس؟ من حضر؟ ومن غاب؟ ولماذا؟ وكيف سنربح الوقت؟ لكي لاننشغل بالأمور التي تؤدي إلى الانشغال عن التعبئة ليوم20 مارس؟
ومن ذلك نتناول النقط التي عبر عنها الحاضرون كما يلي:
- أن أهم المستجدات تتجلى في نوعية الحاضرين لأول مرة، وهم جماعة العدل والإحسان، والمجلس الوطني للكنائس المغربية، وحركة الحكم الذاتي بالريف،وأيضا الذين قدموا من الجهات البعيدة مثل الصحراء ، وممثلي جمعيات وجبهات محلية بالمدن والقرى النائية، وأيضا الأفراد المنضمين، مما جعل المجلس يتطلب تعميق علاقاته الداخلية بين الأطراف المكونة له، ويجدد الاعتراف المتبادل، ويبقى مفتوحا للجميع...حتى يفهم الشعب معنى التغيير،ومعنى الوحدة الديمقراطية، وكما قال احد الحاضرين يجب أن نبدأ التغيير من أنفسنا وتنظيماتنا،وان نضيف إلى تضامننا مع الشعوب تضامننا فيما بيننا،وهو أولوية هامة وضرورة ملحة للقضاء على الديماغوجية والتهميش الذي يفرضه المخزن الحاكم علينا،وتستفيد منه الحزبية المحترفة للمناورات والغش الانتخابي،واستغلال العلاقات مع المخزن...
للمجلس وللمجالس المحلية ضرورة الاهتمام بإعداد أرضية ثانية هي الأرضية التنظيمية-
-إن المجلس رغم قوته العددية لازال كما لاحظ بعض المتدخلين يعاني من غيبة ممثلي مواطنين آخرين، أو ما سمي بتكرار الوجوه المعروفين تقليديا في الساحة السياسية والنقابية والجمعوية....أو ماتساءل عنه الحاضرون أين الشعب في المجلس؟
مثلا غيبة الاتحاد الوطني لطلبة المغربUNEMأين أقدم منظمة شبابية في المغرب الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعةMCA،وغيبة ممثلي النهج الديمقراطي القاعدي، وممثلي الطلبة القاعديين بصفة إجمالية، وممثلي تيار المناضلة.. وأيضا ممثلي الجمعيات التنموية، وأيضا غيبة النقابات الأخرى، وممثلي مغاربة الخارج،وأين ممثلي عائلات المعتقلين من السلفيين وغيرهم؟ مما يجعل مشكل التمثيلية مطروحا بحدة ، لكي ينكسر وينمحي التمثيل ألمخزني الذي يتسم بالإقصاء والتجاهل ، والطبخ السري ،والميز العنصري والذي أدى إلى تشتيت الشعب ونفور المغاربة عن بعضهم..
- إقرار مبدأ الوحدة في الحد الأدنى بين جميع الأطراف، وبذل مجهود لتعريف الحد الأدنى؟
- التساؤل هل دعم حركة 20فبراير هو دعم عشوائي أي مفتوح؟ أم دعم منظما؟ -
أوما عبر عنه احد الحاضرين بالجدل بين الدعم والهيكلة ، -- إن أول دعم هو تنظيم الدعم
واد ماج من لم يندمج من الفعاليات-- إن الهيكلة صعبة في المجلس لأنها تعني هيكلة الهياكل... ولقاء التنظيمات مع الفعاليات الفردية..وتقارب البعيدين من السلفيين عن التيارات الأخرى والحوار بين السلفي والسياسي والقومي و الأمازيغي..وهي أمثلة يجب أن لانخجل من ذكرها ولامن التعامل فيما بينها..
-الابتعاد عن الأسلوب الكلاسيكي للتنظيمات واجتماعاتها لكي لايتمكن المخزن من الهيمنة عليها لأنه متمرس على تفكيك الهياكل والقضاء على التنظيمات المنبثقة من الشعب
-- الاعتماد على اللجان وتكوين الائتلافات النقابية والقطاعية
سابعا- مابعد خطاب الملك 9 مارس 2011
لقد أدت حركة 20فبراير إلى تحريك المجتمع المغربي ككل ،وأدت على مستوى السلطة المخزنية الحاكمة إلى تحرك موازي سريع، ومكثف تجلى في أمور هي:
1- تسريع إعلان تنفيذ مشروع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهو مجلس مطبوخ
يهدف إلى إسناد مهام محاصرة المطالب الاجتماعية والتنموية إلى أطر المخزن التقليدي الذي يتقن الحيل السياسية التي توهم الشعب بأنهم يخدمونه وهم في الحقيقة ينمون ثرواتهم الفردية ومصالحهم العائلية ويحتفظون على مناصبهم التي ورثوها عن سنوات المخزن الاستبدادي، والأمثلة مفضوحة بتعيين أعضاء ومكتب المجلس من أناس سبق أن تولوا مناصب سياسية وأمنية ووزارية في فترة ماقبل ظهور حركة 20 فبراير،وشاركوا في تفاقم الأزمة الاقتصادية...
2- فسخ المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان القديم وهو بداية لحل مؤسسات تزيين واجهة السلطة المخزنية التي افتضح أمرها بعد 20فبرايركبديل لحل الحكومة والبرلمان وأيضا لغلق باب المطالبة بتطبيق نتائج هيئة الإنصاف والمصالحة،وتجديد الإفلات من العقاب لمجرمي الضرب والتعذيب وتهجير البطالة والأدمغة المغربية..والتي يجسدها شعار المتظاهرين الذي يقول السكنى في المراجض والموتى في القوارب...
3- إحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي أصبح جهازا سلطويا على رقبة حقوق الإنسان ومكلف بكتابة تقارير توجه للسلطة المخزنية والمنظمات الخارجية من داخل صفوف نضال الحقوقيين.وهو مجلس يريد سحب البساط من جمعيات حقوق الإنسان، وتحول من جهاز للدعاية للسلطة المخزنية إلى جهاز شبه أمني يمد السلطة بالتقارير ويمارس جزءا من مهام النيابة العامة مثل البحث والإحالة للملفات.. وهو إعلان لنهاية تلك اللجنة
4- تقديم تقرير نهائي للجنة الاستشارية للجهوية للملك
5- إحداث اللجنة الخاصة لمراجعة الدستور وهي مجرد لجنة وليست مجلسا تقريريا.واتضح من مصادر إعلامية أن وجود هذه اللجنة خصصت لها ميزانية تبلغ قيمتها خمسة ملايين ونصف مليون درهم بأوامر من المستشار المعتصم الذي خصص لتمويل مشاوراته مع الأحزاب السياسية حول الدستور ميزانية أخرى تبلغ قيمتها ثلاثة ملايين ونصف مليون درهم بدون أي مناقشة عمومية لهذه الميزانية الضخمة.
6- ظهور ضحايا وشهداء حركة 20فبراير من معتقلين وجرحى وموتى في كل الجهات وخاصة في الحسيمة وصفرو وخريبكة والدار البيضاء والرباط وفاس..
7- إحداث مجلس للأحزاب المخزنية يرأسه مستشار الملك محمد المعتصم الذي أصبح بصفته تلك رئيسا معلنا ومعينا لجميع الأحزاب التي تقبل رئاسته ويمكن منذ الآن تسميتها بأحزاب المعتصم التي تتميز بكون ممثلي الأحزاب التي يحضرونها لايستشيرون قواعدهم وهي أحزاب تجاوزها الشارع المغربي الذي يتجاوب مع حركة 20فبراير ...
8 - فتح قنوات وسائل الآعلام لاستقطاب حركة 20فبراير والذين يدعمونها قصد تغليط المستمعين والمشاهدين ليظنوا أن الإعلام قد تحرر، وهو نسف لمطلب تحرير الآعلام من السيطرة المخزنية، يضاف إليها تغليط الشعب بعقد اجتماعات وزير الداخلية مع بعض الجمعيات الحقوقية يختارها هو، وليس كل الحقوقيين، علما بأن المجلس الوطني لدعم حركة 20فبراير يتضمن حتى الآن15تنظيما حقوقيا لم يشاورها وزير الداخلية، قصد بت التشكيك وتلميع صورة الهيمنة المخزنية على مجال حقوق الإنسان، وتشتيت الصفوف، وممارسة السلطة المخزنية لترويج مايسمى بالحوار الاجتماعي قصد شل نضال الطبقة العاملة وتشتيت صفوها،ومحاولة ارتشاء العمال بترويج الوعود برفع الأجوروادماج العاطلين في الوظائف..
9- خلق مؤسسة الوسيط وتعيين رئيس جديد لها بدلا من مؤسسة ديوان المظالم التي سجلت فشلا جديد لترقيع المخزن لواجهة تعامله مع مظالم الشعب، وتفسخ مجالسه التي اعتمد عليها وأنفق عليها ميزانيات ضخمة على حساب الشعب وقام بالدعاية لها سنوات طوال، وبدون فائدة تذكر،وهي مجالس كانت تمول بأموال البلاط الملكي،وهي ملحقات شبه أمنية،وأصبحت مؤسسة الوسيط تزاحم النيابة العامة في اختصاصاتها بالبحث والتحقيق والإحالة
10- خلق منصب مخزني جديد لدى الحكومة يكلف بحقوق الإنسان على مقياس الكاتب العام السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان المنحل، ويسمى المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، قصد عزل شؤون حقوق الإنسان عن جميع مؤسسات السلطة بتخصيص مجلس خاص بها ،وتحديد إدارة حكومية تهتم بها تحت مسمى المندوبية مثل المندوبيات الحكومية الأخرى لكي تتخصص في تلميع صورة الحكومة في مجال حقوق الإنسان أمام الخارج
11- محاولة إعطاء نفس جديد لهيئة محاربة الرشوة قصد تبييض سياسة الرشوة المخزنية وسحب بساط المتابعات من يد القضاء
12- محاولة تقوية مجلس المنافسة الذي يرأسه بن عمور منذ سنوات بدون فائدة تذكر قصد تبييض منافسة الحاكمين للمستثمرين في مجال الاقتصاد وتطويق مطلب عدم الجمع بين المال والسلطة الذي ترفعه حركة 20فبراير
13- إطلاق سراح حوالي 190معتقلا سياسيا بواسطة عفو ملكي و معتقلين من مجموعة اكديم ازيك بواسطة سراح مؤقت بلغ عددهم حوالي 37ثم عدد آخر منهم لازال إحصاؤهم غير رسمي وبين مستشار الملك المعتصم إن إطلاق السراح جاء نتيجة طلبات الأحزاب السياسية والنقابات التي قدمت له المذكرات لكي لايقول بأنه جاء نتيجة مطالب حركة 20فبراير، وقد استعمل إطلاق سراح المعتقلين لتهميش دور القضاء وتكريس تبعيته لسياسة مستشاري الملك والأجهزة التابعة لهم، واستعمل أيضا لتلميع دور الأحزاب الميتة، والموالية للمخزن وأجهزته.
14- تحريك آليات الأبحاث البوليسية والقضائية حول ماسمي بمحاربة الفساد بإحياء بعض تقارير المجلس الأعلى للحسابات،ومتابعة بعض موظفي الدولة،والمؤسسات العمومية ومحاربة تهريب المخدرات ونشر بعض ملفات الفضائح الإدارية والزبونية في تولي المناصب ونهب الأموال العامة، وهي خطة أريد بها مخزنيا أن تكون جوابا على مطالب حركة 20فبراير للتمويه بإسقاط الفساد الإداري والمالي، وتلميع صورة النظام ألمخزني، وأيضا تصفية الحسابات بين الأطراف المكونة للنافذين في صفوف المخزن الحاكم ،وهي خطة سياسية للتغطية على المفسدين الأكثر نفوذا وقوة من داخل الأجهزة المخزنية وهم المحصنون الذين لم يقدم أي واحد أو واحدة منهم حتى الآن إلى البحث والمساءلة
ونتيجة لهذه المتغيرات الخطيرة، أصبح من الضروري مواكبة المجلس للأحداث والنقط التي تشكل أجوبة مخزنيه جديدة على مطالب ونضال حركة 20فبراير
15- ختم ماسمي بالحوار الاجتماعي بين الحكومة وأرباب العمل والنقابات بتوقيع اتفاق مباشرة بعد مرور مظاهرات يوم 24أبريل يتضمن الوعد بزيادة 600درهم صافية في رواتب موظفي الدولة والجماعات المحلية ابتداء من فاتح مايو 2011وزيادة15بالمائة في الحد الأدنى للأجر على فترتين 10بالمئة ابتداء من فاتح يوليوز2011و5بالمائة ابتداء من يناير 2012مع المصادقة على بعض الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحرية النقابية والضمان الاجتماعي وتنظيمات العمال الزراعيين وغير ذلك من الحيل السياسية المذكورة التي تستهدف سحب البساط من تحت أقدام حركة20 فبراير، والمجالس المحلية للدعم، ولجان التنسيق المحلية في المدن والقرى، والحذر من كون السلطة المخزنية تريد تشغيل الشعب في أوراشها التي تفتحها هي ،وغلق أوراش الشعب، وهو خطر داهم سيعصف بحركة20 فبراير إذا لم نطور أرضيتنا ونواصل العمل في إطار ورش حركة 20 فبراير المجيدة.ونرفض مجالس ولجان السلطة المخزنية واستدعاءاتها المشبوهة لنعمل بحريتنا واختياراتنا...ونتساءل هل ورش الإصلاح هو ورش مخزني؟أو هو ورش شعبي؟وهل هو مجرد إصلاح أم ثورة؟وهل التغيير سيتم من داخل السلطة وخارجها معا؟ أم أنه لاأمل في انجاز التغييرات المنشودة في المرحلة الحلية؟
إن خطاب الملك ارتكز على ثوابت السلطة المخزنية التي لاتنبني على وثيقة الدستور، حيث يمكن للمغاربة أن يكتبوا ما شاؤا في ورقات دستورية لاتطبق ، لان الملك يبني سلطته على البيعة وليس على الدستور، فهو يلزم الشعب والمؤسسات بشئ لايوجد في وثيقة قانونية مغربية وهو البيعة، كما يبنيها على شئ خطير يسمى الولاء والإخلاص تفرضه السلطة على القضاء وعلى البرلمان والحكومة والأحزاب والنقابات والأعيان والشخصيات، والملك يحكم بالبيعة والولاء بوجود دستور وبدونه، فهل سيقنن الدستور المقبل البيعة والولاء؟ وهما أساس العبودية ونسف المؤسسات التشريعية والقضائية ونسف الاستقلالية في كل مكونات المجتمع المغربي ، إن المخزن يتحكم في القضاء عن طريق إجبار رؤساء المحاكم والقضاة عامة بتقديم مراسيم الولاء والإخلاص والطاعة للمخزن، وليس للشعب ،ويرتكز اختصاص رئيس الدولة في الديموقراطيا ت غير المخزنيةعلى الدستور وحده، وهناك دور كبير لمسألة التعيينات في الوظائف، فمن سيعين السفراء؟ وكبارا لموظفين؟ والعمال والولاة؟ ورؤساء المندوبيات ؟والمكاتب الوطنية؟ومدراء المخابرات وكبار ضباط الجيش.. ؟ والمراكز الدينية والرياضية والثقافية؟ والشركات التابعة للقطاع العام ؟ ومن سيعين القضاة؟ لأن التعيينات هي موضوع للتحكم في السلطة، وولائها للجهة الدستورية التي تتولى التعيينات، وهي طريق مفتوحة للاحتكار والمحسوبية، والأطماع ، والاتجار في الوظائف والترقيات والمخزن يحكم بالتعيينات وليس بالدستور، ويحكم بما يسمى التشريفات والأوسمة، ولابد لبناء ديمقراطية مابعد20فبراير من خضوع التعيينات لمراقبة السلطة
البرلمانية،ومجلس الحكومة وليس فقط الملك أو الوزير الأول أو أجهزة المخابرات كما هي الحالة قبل 20فبراير2011. والشعب يرى انه كلما تصاعدت حركة 20فبراير لجأ المخزن إلى أسلوب التعيينات ،وتغيير مواقع الأطر المخزنية من مجلس إلى آخر قصد الهاء الناس عن حل الحكومة والبرلمان
16- إعلان دستور2011
إن اكبر مناورة سياسية لمرحلة مابعد 20 فبراير هي دستور المخزن الجديد ونعني به مخزن الصراع مع حركة 20 فبراير،وهو مخزن جديد بمعيار انتهاء مرحلة أجوبة الحسن الثاني ومحمد الخامس وفرنسا على مطالب الشعب المغربي ليصبح الوقت والمرحلة القائمة هو أجوبة المخزن وفرنسا على مطالب جركة20 فبراير،واعتبر المحافظون المخزنيون هذا الدستور كفنا بل قبرا لحركة 20 فبراير، لكنها لم تلبس الكفن ولا نزلت في القبر،وبقيت حية رغم العطب الذي أصيبت به بعض أعضاء جسدها..إن دستور فاتح يوليوز2011هو جدار من الحديد ضدمساعي الشباب في تغيير الأوضاع ببلدهم، وانقسم المجتمع بعد ظهور بدعة هذا الدستور إلى فئتين واحدة تركز سياستها على تطبيق هذا الدستور وتفعيله وهو ما يسميه شياطين سياسة المخزن إنزال الدستور وهي تنظيمات كبيرة ومخيفة تشكل حزبا واحدا يحمل أسماء متنوعة لكنه حزب واحد ومتماسك وسياسته واحدة وهي تتلخص في جملة واحدة وهي تفعيل الدستور وعلى رأس هذا الشق الضخم القصر الملكي،وفئة ثانية هي حركة 20فبراير بكل حمولتها الثقيلة والخفيفة ولها جوهر سياسي واحد هو رفض هذا الدستور،وتمييز هاتين الفئتين هو الوعي الحقيقي لما يجري في المغرب الحالي،وأيضا هو كشف حقيقة الصراع السياسي الجاري منذ 20 فبراير إلى نهاية تختبئ في حضن التاريخ المقبل،وبالتالي فالصراع ليس انتخابيا ولا استفتاء ولا حزبا ولا نقابة ولاحكومة ولا برلمانا...وكل سياسة المخزن وجيوبه هي تحويل الصراع عن مجراه الحقيقي إلى ماتسميه بالصراع الانتخابي الذي يبدأ من الانتخابات البرلمانية، وحركة 20 فبراير خاسرة في الصراع الانتخابي المخزني لما يتطلبه من مال ونفوذ وتواطؤ مع المافيات الحاكمة والعائلات النافذة وهي شروط ترفضها ولا تتوفر عليها، بل إن إعلان الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية ينحصر هدفه الأساسي في القضاء على حركة 20 فبراير،لأنها حركة ولدت من رحم الفيسبوك ومن الشباب ولم تولد من حزب ولا نقابة ولا انتخابات ولا من الاستفتاء،والهم الحقيقي بالنسبة للشعب المغربي هو بقاء ووجود حركة 20 فبراير إلى أن تكتسب قوة التأثير على الانتخابات والاستفتاءات والأحزاب والنقابات والجمعيات وحتى على أجهزة المخزن..
ثامنا- مابعد مسيرات 20مارس
مر شهر كامل من تاريخ حركة 20فبراير مابين يومها الأول ويومها الثاني وهو 20مارس 2011 فأصبحت تتوفر على يومين ، يدل اليوم الأول على ولادتها ،والثاني على استمرارها ونموها،وبقي سؤال ماذابعد20مارس؟
تميز يوم 20مارس بالتحاق منظمات وأحزاب وتيارات ،وفعاليات أخرى لم تكن ضمن حركة 20 فبراير في يومها الأول، ولم يسبق لها أن انخرطت في دعم حركة 20فبراير،ونذكر خاصة بعض الأحزاب التي لم تنضبط للمخزن ولا للقيادات الحزبية المخزنية في 20مارس كما فعلت في 20فبراير، وللقيادات الحزبية المشاركة في مختلف أجهزة السلطة الحاكمة، وتولدت أسئلة جديدة وإشكالات هامة، منها كيف ستتعامل حركة 20 فبراير مع المنضمين إليها في الشوارع؟ هل تتقوى بهم أو تضعف بهم؟ ومع من يعارضونها؟وهو امتحان سياسي وتنظيمي يعتبر تحديا للعقل السياسي والتنظيمي لمغاربة 20 فبراير بجميع أنواعهم، فليس طبيعيا أن لاتلقى حركة فبراير معارضة ضدها فقد،بل من الطبيعي أن تقع ضدها المعارضة، نزل إلى الشارع يوم 20مارس إسلاميون كان ينعتهم الحكم ألمخزني بالإرهاب ويسلط عليهم العزلة والمنع، ويهدد بهم المجتمع، ورآهم الشعب في الشوارع أناسا بسطاء، نساء ورجا لا متواضعين، وفقراء لم يرتكبوا أي إرهاب ضد احد في الشوارع، بل رفعوا كثيرا من الشعارات المشتركة بين المواطنين،والتزموا بالنظام والسلم ،وتلاقوا مع اللائكين وبقية المسلمين والماركسيين والأمازيغين ومع المسيحيين واليهود ومع الأجانب ومع الليبيرالين والملحدين ، وتلاقت النساء المحتجبات مع غير المحتجبات مع رجال من مختلف الأنواع، ،وكل فآت الشعب دون إرهاب ولا تهديد، وهو انتصار ومجد عظيم لحركة 20 فبراير،وللإبداع التنظيمي للشباب المغربي ،وإفشال ملموس لكذب السلطات المخزنية ومحاكماتها الصورية ، وإفشال للمنع والترهيب الذي مارسته لحماية سلطتها ومصالحها.كما نزل أناس إلى الشارع يدافعون عن أطروحات السلطة المخزنية بطرق سلمية،واحتد الصراع بين حركة 20 فبراير الحقيقية والمصطنعة،وطرح سؤال ماذا حققته السلطة ؟ وماذا حققه الشعب؟
لقد شرع المخزن في الاجتماع مع ممثلي أحزاب المعتصم مباشرة يوم الاثنين21مارس قصد سحب عملية التفاوض من يد حركة 20 فبراير وتحويلها إلى هيمنة أحزاب السلطة
قصد توقيف التغيير، وهنا ظهر انه لابد من الإجابة عن سؤال ماذا سيسبق هل التغيير؟
أم كتابة الدستور؟ لابد إن نستلهم تجربة تونس ومصر وليبيا حيث بدأ الناس بالتغيير وحققوه
وبعده بدءوا في وضع الدستور، وهنا لابد أن نفهم أن الجدل حول الدستور بدون تغيير ينسف عملية التغيير.
تاسعا- إشكالية الاستمرارية
إن الاستمرارية تتعلق باستمرار أطراف حركة 20 فبراير أولا فيما بينها ،إذ لم تكن تنظيما منسجما عند تأسيسها خلال أسابيع ماقبل 20فبراير 2011ولكنها تتوفر على عوامل موضوعية للانسجام والتكامل مثل كونها تنتمي إلى جيل من الشباب يتشابه في مواضيع اهتماماته وسلوكا ته ويتقارب في انتمائه الاجتماعي وثقافته، ويتوافق نسبيا مع تيارات وشخصيات متمرسة في المعارضة للنظام ألمخزني منذ زمن طويل وثانيا استمرارية عمل السلطات المخزنية ومواكبتها لنشوء وتطور ومواجهة حركة 20فبرايروالمساندين لها من قوى الشعب وتنظيماته ..كما تتعلق الاستمرارية بتجسيد المطالب مثل حل البرلمان وإقالة الحكومة..وإطلاق سراح المعتقلين، ودسترة الأمازيغية كلغة رسمية...وإسقاط الفساد السياسي..
ومن إشكالية الاستمرارية على جانبيها ألمخزني والشعبي وقعت تطورات منها
-مسألة اتخاذ المواقف من لجنة ألمنوني وما يسمى بالاستماع أو اللقاء مع اللجنة -مقاطعة اللجنة من طرف بعض الأحزاب والنقابات ومجموعات حركة 20 فبراير..
وروتين الوقفات الاحتجاجية بالساحات والشوارع التقليدية مثل شارع محمدا لخامس بالرباط وأمثاله في الدار البيضاء ومراكش وغيرها والتساؤل عن جدوى المسيرات؟
- استمرار المحاكمات وصدور الأحكام القضائية القاسية ضد المعتقلين من حركة 20 فبراير في مختلف مناطق المغرب، وأصبح المغرب يتوفر على معتقلي حركة 20 فبراير الذين انضافوا إلى معتقلي ماقبل هذا اليوم
- نقل الوقفات والاحتجاجات إلى قلب الأحياء الشعبية، و التعبير الساخط للشباب عن طريق ماظهر من عنف في الملاعب الرياضية إثناء مباريات كرة القدم بمراكش والدار البيضاء ..
- ظهور مناضلي الفيسبوك في صفوف اطر وزارة الداخلية من مقدمين وشيوخ وأطر السلطة من قياد وأطر الدرك وبعض الأجهزة الأخرى مثل القضاة وهم يعبرون عن مطالبهم بطرق ومناهج حركة 20فبراير
- ظهور تنظيمات تحمل اسم تنسيق الشباب القروي أي شباب البوادي مثل منطقة سيدي يحي الغرب وتطوان والفنيدق وايتزرITZER وطلبة احاحنIHAHAN.. وظهور مسيرات القبائل مثل كيكو، وايتزر، والدواغر للا ايطو.. مما يعني امتداد احتجاجات حركة 20فبراير إلى البوادي حيث تحرك أصحاب حقوق الأراضي السلالية بإقليم سيدي سليمان وغيرها من مشاكل الأرض والثروات الطبيعية مثل مناجم الذهب بإقليم تيزنيت..وتحرك قبائل ايت رخا بإقليم افني
- ظهور حركة شباب9مارس سمت نفسها بشباب الوفاء للملك تعرضوا للمنع من طرف وزارة الداخلية وهم يعتزمون تنظيم مسيرات في يوم10مارس للتعبير عن تكسير حركة20 فبراير وتركيز النضالات على تنفيذ خطاب الملك ليوم 9مارس2011
- وعلى الصعيد الأوروبي ظهرت إشكالية الشق ألفلاحي من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في إثارة قضية استغلال 700الف هكتار فلاحيه من طرف الأجانب بضواحي كلميم .
- وقد حلت بالتدريج مشكلة الاستمرارية ولم تعد حركة 20 فبراير في وضعية مخاوف بدايتها وذلك لأسباب في تصوري وهي
- 1- أن حركة 20 فبراير اكتسبت قيادات ووجوها سياسية أصبحت معروفة لدى الشعب من نساء ورجال ، وخاصة القيادات الشابة التي لم يكن أحد يعرفها من المغاربة قبل 20 فبراير 2011وهي قيادات عمت التراب الوطني ونزعت الأضواء من القيادات الحزبية المنافقة والرديئة التي لازالت لاتستحيي من خياناتها وانتهازيتها واستغلالها لأموال الشعب وثرواته، وتحتوي مواقع الانترنيت على صورها وهي مشهورة ومحبوبة حبا عميقا ،وأكثرها شباب نقي لم يتوسخ بالنفاق السياسي يبحث عن موقع شرعي ونظيف في الرقعة السياسية لمغرب الحاضر والمستقبل، قدموا تضحيات تقارن بتضحيات أبطال التاريخ المغربي في كل الحقب التاريخية الماضية..
- 2- آن الشعب ينصت ويتجاوب مع حركة 20 فبراير، ويلبي نداءاتها ويدعمها ماديا ومعنويا ، ولم تعد في المغرب أية حركة أو حزب وسلطة يستجيب لها الشعب بمحض إرادته ومحبته أكثر من حركة20 فبراير،وصارت تجمعات زعماء الحزبية المخزنية تسجل الاعتراضات القوية وصلت إلى شل تحركات زعماء السياسة المخزنية،وصارت الخطب السياسية المخزنية ترتكز على تكتيكات واستراتيجيات تحسب الحسابات لحركة 20 فبراير-
- 3 - ان حركة 20 فبراير أصبح لها امتداد في الزمن التاريخي المغربي لايمكن محوه بمناورات المخزن وأحزابه وسياسة فرنسا وهي محامي المخزن المغربي بعد أن أكملت الحركة سبعة شهور إلى حد كتابة هذه الورقة، وهي بالتجربة الميدانية ممتدة إلى المستقبل البعيد..
عاشرا - اللقاء التواصلي يوم17ابريل2011
انعقد اللقاء التواصلي بين المجالس المحلية، واللجان المحلية، والتنسيقات المحلية، بالرباط بمقر الاتحاد المغربي للشغل يوم 17ابريل 2011 وهو لقاء تواصلي حضره مشاركون من حوالي 37موقعا من التراب المغربي ومن فرنسا ، وحضره مجموعة
من الحقوقيين بتونس وموريتانيا وليبيا ومصر وهم من تنسيقية المنظمات الحقوقية المغاربية الذين اجتمعوا بالرباط في نفس الأسبوع، والأماكن التي حضر منها مندوبون هي
طاطا – فاس- واد زم- وجدة- تاوريرت - اشتوكن ايت باها - الجديدة – أصيلا – الخميسات – صفرو – جرادة – ومندوب من مغاربة الخارج بفرنسا – سلا – تيفلت – اوطاط الحاج – تاهلا – خنيفرة – الشاون – كرسيف – تاوريرت – سوق السبت بإقليم بني ملال – تاونات – خريبكة – تمارة – تطوان – تازا - برشيد – أسفي – تادلا – المحمدية - قرية بامحمد - سيدي قاسم - بني ملال - الرباط – غفساي - مكناس – ازرو. ونتساءل هنا ماذا يعني التواصل بين قادمين من جهات مختلفة ؟ وماهية دلالة غياب مدن كبرى عن اللقاء التواصلي مثل الدار البيضاء، ومراكش، وطنجة،والقنيطرة واكادير، والناطور، والعرائش، والحسيمة؟ وخاصة غياب الصحراويين؟ باستثناء القادمين من طاطا؟
أن اللقاء التواصلي هو عملية تواصل وتعارف بين القادمين من أماكن مختلفة ومتنوعة بلغ عدهم كإفراد حوالي140شخصا ،ولكن هذا التواصل يجب أن لايكون مجرد عملية إنصات وجمع معلومات قصد فرض التمركز، وتمهيد السيطرة على تنوع الداعمين لحركة 20فبراير، وامتصاص تجاربهم المحلية ، لان نجاح تلك التجارب يرجع إلى عدم تمكن السلطات المخزنية ودروعها النقابية والحزبية والجمعوية وخبرائها من احتوائها وإطفائها ، بل ومن التعرف عليها ، علما بان ما سمي بالإنصات يقوم به أطراف مخزنيه خطيرة تتابع حركة20فبراير والداعمين لها مثل لجنة ألمنوني ولقاءات المعتصم مع النقابات والأحزاب والجمعيات كما تقوم به أطراف ثقافية ومخابرتيه تحت غطاء الندوات واللقاءات والنقاشات..وحتى بواسطة السفارات الأجنبية مثل اجتماع سفارة فرنسا مع جمعيات مغربية مثل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان،والوسيط ،قصد حماية مصالح فيفانديٍVIVENDI وفيولياVEOLEA؟ ونؤكد هنا أن الإنصات الذي أنجزه اللقاء التواصلي هو إنصات شعبي يهيئ بديلا للإنصات ألمخزني الذي تقوم به لجنة ألمنوني والمستشار المعتصم وغيرهم
ولذلك تكتسي محطة اللقاء التواصلي هنا اهمية بالغة بالنسبة للداعمين الحقيقيين والمؤمنين بمبادئ حركة 20فبراير،ودور المثقف العضوي هو تحويل الإنصات والتواصل إلى ثقافة سياسية مضادة لصالح الشعب وليس ضده ، ومن خلال اللقاء التواصلي نستنتج كمايلي
- تعددت أسماء التنظيمات التي نشأت في المحلات والجهات واستعملت مصطلحات أخرى غير مصطلح المجلس المحلي مثل تنسيقية تطوان،وجبهة الدفاع عن الحقوق والحريات باشتوكن ايت باها ، والتنسيقية المحلية بجرادة، ولجنة قرية بامحمد، وتنسيقية مكناس ، والائتلاف من اجل التغيير في ازرو، والملتقى الجهوي للمجالس المحلية بفاس...وهيئة الدفاع عن الأسعار في خريبكة...واللجنة المحلية بخنيفرة..وغالب التنظيمات المحلية لايحمل اسم المجلس المحلي، وظهر أن التنظيمات المحلية لاتتوفر على تصور وطني موحد، بل لايتوفر الكثير منها على أرضية فكرية وتنظيمية ،سوى ما قيل بان مجلس فاس يتوفر على ورقة عمل. ويظهر أن هناك تنسيقات محلية نشأت قبل 20 فبراير وأخرى ظهرت بعده أو التحقت به، وهناك تنسيقات تتمحور حول أهداف محلية واختيارات سياسية وإيديولوجية متناقضة ،وتحتاج إلى معالجة الاختلاف وتعميق الحدود الدنيا المشتركة..مما يستوجب إعداد الدراسات لمرحلة مابعد20 فبراير، ويظهر أن غياب بعض الجهات والأماكن عن اللقاء التواصلي يرجع إلى نقص في التواصل ،والصعوبات المادية والعوائق التنظيمية من الحزبية الضيقة، أو الدوغمائية العقائدية والإيديولوجية وغيرها، ولذلك نحتاج إلى مجهود قوي لتجاوز العوائق ... وتجنب تغليب خطاب سياسيي على آخر...وتقوية روابط التماسك، وتنمية روح الانفتاح..
- إن اللقاء التواصلي هو إنصات الشعب لنفسه، ودراسته لما يقوم به الشعب في الجهات،فمثلا اختلفت مواجهات القمع لحركة 20فبراير بين مكان وآخر،وأبدعت حركة 20 فبراير أساليب محلية لتجسيد مطلب محاكمة المفسدين بإعداد كل قرية أو مدينة للوائح هؤلاء وصورهم ورفعها إثناء المسيرات المحلية كما وقع في القنيطرة وطنجة ،كما مارست السلطة المخزية اجراءات القمع والاعتقالات والتهديدات والمحاكمات في أماكن دون أخرى..
حادي عشر- يوم 24ابريل
11ابريل 2011هو اليوم الوطني الثالث من أيام حركة 20فبراير المجيدة، وقد تعددت الأيام، والحركة تتطور، وأهم مميزات يوم 24ابريل هي
- تحديد موعد آخر وهو يوم فاتح ماي2011ليصبح يوما وطنيا رابعا مختلطا ومركبا بين عيد الطبقة العاملة،ونضال حركة 20فبراير التي أصبحت لها طموحات جديدة للتركيز على الطبقة العاملة بعد أن فهم الشباب أهمية دور الطبقة العاملة بما تتوفر عليه من قوة اجتماعية ومادية ومعنوية، وقدرة في تعبئة الشعب حول المطالب الاجتماعية والسياسية،ولهذا الاختيار دلالة عميقة لما يفهم من كون حركة 20فبراير لاتنسجم مع أي عيد آخر من الأعياد المعروفة قبل بروزها إلى الوجود،ومن مهام هذه الأرضية أن يفهم الناس الفرق بين يوم وآخر وعيد وآخر..
- خلال فترة 20مارس إلى 24 فبراير تعمقت بعض الكتابات والمقالات الصحفية خاصة، وكسبت حركة 20فبراير حيزا يوميا في مقالات الصحافة وانتاجات بعض المحللين ،كما تعمقت المواقف ممن هو ضد الحركة ومن معها، وأصبحت المسافة بين الطرفين تتسم ببعض الوضوح، أي أن مرحلة الغموض في العلاقات السياسية بين من ينافق الحركة ومن يريد استغلالها ومن يؤيدها حقيقة ومن يناضل في إطارها بدأ يزول
- كما بدأت مطالب الحركة تتضح على المستوى التطبيقي خاصة حول مطلب دسترة الأمازيغية، ومحاربة الفساد الآداري والمالي،حيث انعزل فريق ممن كان يقول لفظيا بأنه يساند مطالب الحركة بتقديم مذكرات رسمية نقابية وحزبية إلى لجنة ألمنوني تدعو إلى جعل الأمازيغية لغة وطنية ضدا على مطلب حركة20فبراير بجعلها لغة رسمية مثل حزب الاستقلال والعدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي، والحزب الاشتراكي وغير هؤلاء، وبالمقابل أضافت حركة 20 فبراير شعارات إسقاط لجنة ألمنوني، وأضافت شعار الدساتير الممنوحة في الزبالة مليوحة إلى شعارات الحركة..
- كما بدأشعار محاربة الفساد يتجسد بحمل المتظاهرين للافتات واضحة تبين صور وأسماء من تعتبرهم معنيين بالفساد، والإفلات من العقاب، ومهرجان موازين. وطرح مطالب الفلاحين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين ظهرت صورهم خلال المظاهرات، واضطرت السلطة المخزنية إلى نشر تقرير المجلس الأعلى للحسابات وحددت فيه حوالي91جهازا معنيا بالاختلالات المالية في تدبير واستخدام الأموال العمومية ...يعني حوالي 52مجلسا محليا مما يسيره المستفيدون من الانتخابات الجماعية المزورة، ويعني ذلك أن السلطة تريد تركيز وجود الفساد المالي والإداري في حدود مايسمى بالمنتخبين، لكي لا تطرح موضوع الشخصيات النافذة والمسؤلين الكبار من وزراء ومقربين ممن يتضح أمرهم في لوائح مسيرات حركة 20 فبراير والمسئولين الكبار في الأحزاب المخزنية،
- انه خلال مظاهرات يوم 24 ابريل بدأ التفكير الجدي في تحويل المظاهرات إلى اعتصامات في بعض المدن مثل الدار البيضاء وفاس حيث دشنت حركة 20 فبراير سلسلة الاعتصامات و بات المتظاهرون بالدار البيضاء في ساحة نيفاضا،ومدد المتظاهرون بفاس تواجدهم بساحة فلورنسا إلى وقت متأخر من الليل ، من اجل إثبات قدرتهم على الاعتصام..وقيد البيضاويون أنفسهم بسلسلة حديدية ترمز إلى تماسكهم واستعدادهم للتضحية،وبدأ ت تتقوى التيارات المستقلة داخل حركة 20فبراير- عمت المظاهرات تقريبا جميع أقاليم المغرب ومدنه وارتكزت المطالب على الشؤون المحلية مثل المطالبة برحيل بعض المسئولين المحليين في فأس ومراكش والدار البيضاء وتطوان وطنجة واكادير وبني ملال. وسطات وأسفي وأقاليم الريف. أي أن مطالب حركة20 فبراير بدأت تتجسد في عمق المشاكل المتعلقة بتسيير الشؤون المحلية وشؤون الحكومة والملكية.واختلطت الشعارات المحلية بتأييد ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، مما يعني أن استيحاء التجارب الخارجية بدأ يأخذ عمقا في صفوف الجماهير المغربية وتعززت المطالب الشعبية بدخول مجموعات مهنية إلى صفوف المحتجين مثل تصاعد نضال جماهير المعطلين الحاملين للشهادات، واستقالة 35 محافظا عقاريا من مهامهم، واحتجاج 13 وحدة ترابية من الموظفين التابعين لقوات الوقاية المدنية يوم 20ابريل وهم هيئة تشارك في قمع المظاهرات والاحتجاجات في بعض المناسبات..وبرزت مطالب المتضررين من انتزاع الأراضي ،وسوء تدبير السلطات للأراضي السلالية، واحتجاجات أئمة المساجد والخطباء ضد سياسة وزارة الأوقاف، مما يعني أن قواعد الاحتجاجات القطاعية والمهنيةبدأت تتوحد في مواعيد حركة20 فبراير وتعطيها عمقا شعبيا وصل إلى المحامين والأطباء،والمتضررين من إغلاق سوق الغزل الشعبي بالرباط مثلا، كما انضمت أقاليم الرباط وسلا وتماره إلى مسيرة واحدة انطلقت من حي العكاري بالرباط مما فتح الأفق النضالي لجماهير عبرت عن إمكانية تضامنها وانضمامها إلى بعضها في صفوف حركة20 فبراير.. وطرح شباب حركة 0 فبراير إلى الجماهير بمكبرات الصوت سؤال فين وصلت حركتنا؟ هاهي كتنما،وكان أهم حدث في مسيرات 24 ابريل هو مظاهرة الفلاحين بمنطقة دكالة، الذين تجمعوا بمدينة سيدي بنور ووصل عددهم الى حوالي 5000اغلبهم من منتجي الشمندر السكري
وشعارا سمع اسمع صوت الشعب كيخلع...يا شفارة ها حنا جيين،المغرب ارض حرة والمخزن يطلع بارا، ورددوا ارحل ارحل، مما يفتح باب تصعيد المطالب إذا لم تتحقق المطالب المرحلية المطروحة في بداية انطلاق حركة شباب20 فبراير،كما ذكرت مكبرات الصوت الشبابي بأسماء نواب في البرلمان ألمخزني ينتمون إلى بعض الأحزاب ،واستمر تناقض قادة بعض الأحزاب في مواقفها بين مقاطعة حركة 20 فبرايرفي مواقفها الرسمية والمشاركة معها في المظاهرات؟ مثل ما وقع لبعض قا دة حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي الذين يشاركون خلافا لمواقفهم الرسمية مما أصبح يهدد بتكسير صفوف الأحزاب المخزنية لصالح حركة20 فبراير التي تحاصرها بعض تلك الأحزاب،
- ظهرت بعد مظاهرات 24ابريل بعض بوادر تأثير التحاق بعض الفلاحين بحركة 20فبراير بإعلان المخزن لقرار إعفاء بعض الفلاحين من أداء بعض أقساط مياه السقي في مدة ماقبل سنة 2008وفي حدود 10000درهم
- وقد أدى تزايد وكبر حجم المشاركين في الاحتجاجات الى بعض الانقسامات في تنطيم المظاهرات بسبب الكم الهائل من التنظيمات ، وتنوع الجماهير من مختلف الأعمار،وكمية حاملي الشهادات المعطلين، ومشاكل موظفي التعليم بمختلف أصنافهم،وهنا تتضح أهمية دور المجالس المحلية واللجان والتنسيقات المحلية والجهوية التي أصبحت أمام مسؤولية تنسيق صفوفها وأيضا مسؤولية المجلس الوطني للدعم ، وهو لم يستطع عقد دورته الثانية منذ 5مارس أول وآخر لقاء له،فتجددت الأسئلة ،هل تستطيع المجالس البقاء ومسايرة الأحداث أم ستتشتت؟ هل تستطيع التعامل مع المطالب الجديدة للفلاحين ؟ والمعطلين؟ والمطالبين بالاعتصام؟ ومطالب تغيير اسم المغرب ليصبح مراكش؟ وتغيير الراية ؟ والنشيد الوطني ؟ والرمز؟وعمليات الاحتلال التي بدأ ت مثلا باكادير باحتلال بعض الشقق؟ واحتلال المتظاهرون المعطلين لمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان؟ واحتلال المعطلين لعمالة إقليم طانطان؟ وشروع بعض المتظاهرين في توجيه المسيرات نحو القصر الملكي بالرباط؟ وانتشار الانفلات في مراقبة البناء العشوائي بالمدن والقرى؟وهل ستصبح حركة 20 فبراير مجرد حركة للتعبئة وتنظيم الاحتجاجات؟ أم ستصبح مشروع بديل سياسي ومشروع مجتمع مغربي جديد؟هذه الأسئلة وغيرها مطروحة للتجربة، وتؤكد ضرورة تطوير الأرضية التي شرعنا في وضعها منذ زمن بداية مشروع حركة 20فبراير، وهي تتوفر على بداية لكنها لاتتوفر على نهاية قريبة
- انه خلال الأسبوع الموالي ليوم 24 أبريل فتح ملف هام يتعلق بالتحقيق فيما يسمى بمافيا شوا طئ الجنوب الذي امتد إلى وحدات القوات المسلحة، وهو الذي أثير في شأن الصيد السري المنسوب إلى ضباط في البحرية الملكية،وهو ملف خطير بدأت الصحافة تنشر إخباره ابتداء من يوم 28ابريل2011
- بعد 24 فبراير وقع تفجير مقهى اركانةArgana بساحة جامع الفناء بمراكش يوم28 ، ونتجت عن الانفجار وفاة ضحايا مغاربة وأجانب ، واستعادت الأجهزة الأمنية بهذا التفجير أهمية السياسة الأمنية التي طبقت في المغرب منذ 16ماي 2003نتيجة تفجير مقهى دار اسبانيا La casa de espanaبمركز مدينة الدار البيضاء،وبدأ التحقيق في أسباب التفجير، ومن هم مرتكبوه؟ لكن هذه المرة بمشاركة شرطة دولية ، فرنسية واسبانية،ومن الولايات المتحدة،ولم يعد أمر البحث متروكا للأجهزة المغربية وحدها،مما سيظهر نتائج قد تؤدي إلى كشف حقائق جديدة عن مايسمى بالإرهاب في المغرب..وأدى التفجير إلى تحويل بعض الأنظار عن مطالب حركة20فيراير التي كان من بينها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بما في ذلك المتهمين في ملفات الإرهاب،وكذا مطلب إلغاء قانون الإرهاب،فما هي الدواعي السياسية التي أدت إلى التفجير؟ علما بان أية جهة حتى الآن لم تتبنه،ولم تقدم بشأنه مطالب سياسية،مما يجعله يصبح موضوعا لشغل الرأي العام بحدث لامطالب سياسيةواضحةمن ورائه،وحتى يتم التحقيق القضائي يبقى الموضوع من صميم السياسة الأمنية،بين من يستفيد منها ، ومن يتضرر منها،وتوجيه رسالة إلى الأجانب بأن مصالحهم تحتاج إلى سياسة أمنية بناء على تجربة 2003وطرح سؤال حول شعار المتظاهرين من حركة 20فبراير بترديد سلمية سلمية لاستبعاد عمليات القمع ألمخزني،وهذا التفجير له تأثير على مسيرات فاتح ماي التي أعلنتها حركة20 فبراير، لأنه منح الفرصة لبعض الإسلاميين و من الأحزاب المخزنية والنقابات لتنزل إلى مسيرات فاتح ماي بشعارات محاربة الإرهاب وتستعمله قصد شغل الرأي العام عن مطالب حركة20 فبراير التي تنافسها بقوة،ولكي تجد لنفسها مبررا لتعبئة شعبية تقليدية استفادت منها منذ سنة 2003وربما قبل ذلك،وهي مهددة بفقدان قدرتها على التعبئة الجماهيرية خارج شعارات إدانة الإرهاب ومحاربته، فقد كانت مثلا عمليات القاعدة في الغرب الإسلامي في موريتانيا ، والنيجر وفي مناطق أخرى تتعلق بمطالب واضحة مثل الحصول على الأموال، أو إطلاق سراح المعتقلين،وانسحاب القوات الأجنبية من العراق أو أفغانستان أو غير ذلك، علما بان استلهام تجربة تونس ومصر واليمن وليبيا ترتكز على دعايات الرؤساء والأنظمة الديكتاتورية بأنها تحارب الإرهاب وتزين به نفسها وسياستها لتتسول الدعم والتأييد من الدول الأجنبية، ومعلوم أن المخزن المغربي يصنف سياسته منذ زمن بعيد بأنها تندمج في مشروع محاربة الإرهاب ويستعملها في سياسته الخارجية،وهو مضطر إلى مراجعة سياسته الخارجية إذا لم تبق سياسة محاربة الإرهاب مفيدة مع فرنسا والولايات المتحدة وحلفائهما،ويعني ذلك أن نهاية سياسة محاربة الإرهاب سيترك فراغا وبطالة وربما أزمة اقتصادية لدى من يعيشون من مدا خيل الإرهاب بين الارهابين أنفسهم وبين من يحاربونهم.
ثاني عشر- فاتح ماي2011
فاتح مايو هو اليوم الوطني الرابع من أيام حركة 20فبريار المجيدة لم يفصل بين مسيرات 24ابريل وفاتح ماي سوى ستة أيام ، اشتغل خلالها شباب حركة 20 فبراير ومن يساندونهم ويدعمونهم بالا عدا د السريع، والتحضير المركز، بتشارك وتعاون مع مناضلي الطبقة العاملة وممثليها المخلصين، رغم الصعوبات المادية والمعنوية وضيق الوقت،وكانت الطموحات الشبابية ترتقي إلى طموح تجميع شتات النقابات العمالية التي بلغ عددها حوالي 36منظمة نقابية، ناتجة عن الشتات الحزبي وعن السياسة المخزنية التي ترتكز على تفتيت العمال، واهم النتائج المحصل عليها يمكن أن نلخصها في:
- تمسك شباب حركة 20 فبراير بكونهم هم طليعة وقيادة النضالات الشعبية كلها بما في ذلك مسيرا ت الطبقة العاملة في فاتح ماي، وفعلا تقدم الشباب كل المسيرات المهمة في مختلف المدن بدون ميز حزبي ونقابي أو ديني او اثني ، ووصل في بعض الأماكن إلى توحيد مسيرة الطبقة العاملة تحت أعلامه ،وتحت أصوات شعاراته ولجانه التنظيمية،لكن بعض النقابات تمسكت بمسيراتها التقليدية ورفضت العمل الوحدوي، لكنها مع ذلك رددت شعارات حركة 20 فبراير في مسيراتها،وغلبت وحدة الشعارات على المسيرات حتى عندما تفرقت النقابات، ونزع الشباب صبغة الاستعراضات الفولكلورية على مسيرات فاتح ماي2011 ونشروا في صفوفها الصبغة النضالية، وتو جه المشاركون بتحياتهم لشباب حركة 20 فبراير،واختفت الصراعات التقليدية بين مكونات المجتمع ،ورضي العمال بقيادات النساء والرجال وتحققت مظاهر المساواة بينهم رغم عوائق المحافظين الذين لايزالون يجدون فرص التفرقة وهضم حقوق النساء في مؤسسات المخزن والمجتمع التقليدي
- تعمقت المشاركة الشعبية بين العمال والمعطلين، ومختلف فآت المتضررين من مظالم العدالة ، والسياسة المائية والمعدنية للمخزن، وقضايا الأراضي والغابات، والحريات العامة والسجون وحقوق الإنسان، والسياسة الصحية والتشغيل.. وتغيب عن المسيرات كثير من المشوشين والمحترفين السياسيين الذي تجاوزتهم حركة 20 فبراير وفرضت عليهم الانضباط أو الانسحاب من صفوف المسيرات برفع شعارات مثل
تكاد تكاد أولا خوي البلادTgad tgad ulla khwi leblad
واسترجعت اللغة الدارجة نفوذها داخل المسيرات إلى جانب الامازيغية باستعمالهما في الشعارات بمشاركة جميع المكونات التي أبدعت في ترجمة الشعارات وتجسيد كون الامازيغية لغة لجميع المغاربة،ورفض الجميع أي ميز لغوي أو عرقلة لحرية التعبير باللغات المغربية أو الأجنبية مثل الفرنسية والانجليزية والاسبانية...
واهم نتائج يوم فاتح مايو هو الحوار الذي فتح بمدينة خريبكة بين السلطات المخزنية والمعطلين، وأبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفات الذي هو أهم قطاع معدني في الاقتصاد المغربي ، حيث أعطت السلطات المخزنية وعودا هامة بتشغيل حوالي 3000شاب من المنطقة،وفتح النقاش الجدي لأول مرة مع الشعب حول ثروات الفوسفات وهوما ستترتب عنه نتائج أخرى بفتح ملفات المعادن النفيسة كالذهب والفضة والكوبالت..
ثالث عشر- يوم 8ماي
ثامن مايو هو اليوم الخامس من أيام حركة 20 فبراير المجيدة،ويعرف تاريخيا بيوم وقفة جامع الفناء ،وهي الساحة المشهورة بقلب مدينة مراكش، وكان من المفروض أن تكون وقفة مراكش هي وحدها الوقفة الوطنية التي تم التركيز عليها، لكن سكان الرباط والدار البيضاء وتنسيقات محلية بمواقع أخرى مثل مدينة طنجة، وأسفي نظموا وقفات أخرى الأولى بالدار البيضاء والثانية بالرباط،والثالثة بطنجة ويميز هذا اليوم بخصائص منها
- إن مسيرة الدار البيضاء تعززت بدخول جماهير جديدة قدرت بحوالي عشرة آلاف متظاهر،وهي اكبر مسيرة شاهدتها المدينة بعد أن سجلت إحصائيات متقاربة منذ 20فبراير أن عددها لم يتجاوز 5000مشارك في المسيرات السابقة ،وبدأت ثمار عمل تنسيق الدار البيضاء تتسع لتمتد إلى أحياء شعبية لم تعرف التظاهر منذ سنين طويلة مثل شارع 2مارس ، ودرب السلطان ، وحي الأمل، وشارع الفداء، وهي مواقع مهمة أعطت إمكانيات جديدة لتوسيع نطاق حركة 20فبراير من الناحية الجغرافية والبشرية،
- وتميزت المسيرة بدخول قدماء القوات المساعدة إلى صفوف المتظاهرين مما يستوحي بقوة تجارب دول أخرى كسوريا واليمن وليبيا حيث التحق العسكريون بصفوف المعتصمين..
- أضافت مسيرة الدار البيضاء لوائح جديدة لمن ينعتهم الجمهور بالمفسدين للمال العام، وحملوا بعض صورهم المرسومة من طرف فناني الكاريكاتير،وركزوا أيضا مطالبهم المحلية حول ثقل الضرائب والغلاء في المعيشة وبطالة الخريجين من الجامعات..وشجع بعض مستثمري العقار، كما اعتصمت مجموعة منهم قرب سوق الخضر، قصد إحياء ملف الفساد الذي تعرضت له هذه السوق..
- ويبدو أن النقابات العمالية لم يبرز دورها في المسيرة بسبب نتائج ماسمي بالحوار الاجتماعي،أو على الأقل كون مسيرات فاتح مايو أرهقت نسبيا المنظمين النقابيين الذين يحتاجون إلى راحة أسبوعية بعد تنظيم فاتح ماي،وهي نقطة سلبية تتطلب استعادة حركة 20 فبراير لادرعها في صفوف النقابات العمالية، رغم احتمالات وجود تأثيرات الدولة المخزنية وأحزابها على المنظمات النقابية الخبزية التي لاتستطيع أن تذهب بعيدا من اجل تحقيق المطالب التي تطلقها حركة 20 فبراير
أما وقفة الرباط فقد وصفها ممثلوها بالتنسيقات المحلية بسلا وتماره والرباط بأنها وقفة رمزية ، كان الهدف منها هو تحضير المسيرة نحو معتقل تماره،وهي وقفة نظمت مساء، خلافا للمسيرات السابقة التي تنعقد صباحا منذ 20 فبراير، كما أن العناصر الشابة سافر بعض نشطائهم إلى مراكش للمشاركة الرمزية في وقفة جامع الفناء،وهي ايضا وقفة للتذكير والاستمرارية،ومع ذلك شهدت حضورا لابأس به لكنه يقارب ألف مشارك فقط، ولوحظ من خلاله غياب ممثلي النقابات العمالية والحركات المطلبية ،والجانب الايجابي فيها هو طابعها السلمي ، وحضور وجوه جديدة من المنظمين،وطاقات متحمسة للتغيير من الإسلاميين، وتميزت الوقفة برفع شعارات جديدة مثل العصيان العصيان والمخزن راهو هربان...ولم تدم الوقفة سوى ساعة ونصف، وتغيبت عنها الصحافة مما جعل الجرائد ووسائل الإعلام لم تكتب عنها كثيرا، لكن الوقفة شهدت بعض المظاهر التي لاتنطبق مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بعزل النساء المحتجبات في الوقفة بمكان خاص ولا يغادرنه مما يظهر نوعا من الخلل في فهم المساواة بين الجنسين في الشارع العام لدى بعض أطراف المؤيدين لحركة 20 فبراير، وهي مواضيع يجب أن تناقش بتفتح وشجاعة وروح أخوية بين تلك الأطراف،حتى لايتحول النقاش حولها إلى نزاع حول أمور خلافية بين مكونات المسيرات التي تحتاج إلى كل مكوناتها المختلفة...
- أما في طنجة فقد وقع تطور مهم ، أضاف إلى منهجية النضال مظهرا جديدا وهو جعل الوقفات على شكل أوراش مفتوحة في الساحة العمومية تحت إشراف اللجان التنظيمية لحركة 20 فبراير،فتح فيها النقاش حول مطالب المشاركين، وهي إضافة رابعة لاسلوب العمل والاحتجاج الذي يتكون من 1-المسيرات 2-الوقفات 3- الاعتصام ثم اخيرا4- اوراش النقاش في الشارع أو الساحة العمومية ، وهذا الأسلوب الأخير مهم جدا لأنه يكرس حرية التجمع ، وممارسة حرية التعبير العلني الحر خارج القاعات المغلقة ،وهو مايدخل في عملية تثقيف الشعب مباشرة ....
- أما في أسفي فقد نظمت مظاهرة قدرت بعض الصحف عدد المشاركين فيها بأزيد من خمسة آلاف، تركزت حول مخاوف سكان أسفي من أن تنسب أعمال التفجيرات والإرهاب إلى مدينتهم بعدما صرحت وزارة الداخلية بكون المجموعة التي فجرت مقهى اركانة ترجع إلى مدينة أسفي، ورفع المتظاهرون شعارات براءة مدينتهم ، ورددوا شعارا بالغ الخطورة وهو الكاميرات طفيتوها، وأركانه فجرتوها، وفي أولاد أسفي لصقتوها.وهو اتهام شعبي للذين عطلوا استخدام كاميرا ت المراقبة بجامع إلفنا.
- أما في مراكش فقد وقعت الوقفة الوطنية الحاشدة شارك فيها رمزيا وفود قادمة من عدة مناطق من المغرب، وتميزت خاصة باعتقال بعض أعضاء حركة 20 فبراير الذين نظموا اعتصاما أمام المحكمة الابتدائية بمراكش وطالبوا بإطلاق سراح معتقلي الحركة، كما تميزت ببعض المواجهات العنيفة مع القوات المخزنية، وحظيت مسيرة مراكش بكثير من التغطية الإعلامية بخلاف ما وقع بالمدن الأخرى، نظرا لكون الأجهزة المخزنية تريد تركيز وسائل الإعلام حول الاحتجاج ضد ماتسميه بالإرهاب، مما جعل شعارات جديدة تظهر في صفوف المحتجين تقول
لاسلفي ، لاوهابي، المخزن هو الإرهابي.
رابع عشر- يوم العنف 15ماي
يعرف يوم 15 مايو بيوم الاحتجاج ضد مقرDST وهو الذي يسميه المغاربة بالمعتقل السري بتمارة، وهذه أول خطوة نحو تفكيك أجهزة المخابرات التي يتهمها الناس بممارسة الاختطافات، والتعذيب،وقد قرر ت حركة 20فبراير والداعمين لها تنظيم وقفة احتجاجية أمام هذا المعتقل،لكن السلطات المخزنية واجهت الاحتجاجات في هذا اليوم بالعنف وخرق حرية تنقل الأشخاص من الأماكن البعيدة ومن السفر للمشاركة في الوقفة ، حيث أوردت وسائل الإعلام بأن السلطات أصدرت أوامر باستعمال العنف،وحجز آلات التصوير والهواتف النقالة، وقمعت الصحافيين والمصورين وإقامة الحواجز في الطرقات، واعتقال بعض المشاركين، ونقل بعض المصابين إلى المستشفيات منهم الشاب أسامة الخليفي من رواد حركة 20 فبراير بالرباط وقامت وسائل الإعلام المخزنية بحملة قوية ضد مسيرة يوم 15ماي،والتركيز على ماسمته وسائل الإعلام بالحملة ضد الإرهاب،مما يعني أن الجهاز المعني بالاحتجاج هو الذي يوجد كمقابل للإرهاب في السياسة الأمنية للدولة المخزنية،وكانت حوادث خريبكة قد تجددت بشكل اقوي من السابق بوقوع مواجهات دامية بين شرطة مكافحة المظاهرات والمحتجين من عمال قطاع الفوسفات،حيث أوردت الصحافة إخبارا عن عشرات الجرحى والمعتقلين،ووقعت حوادث خريبكة يوم الجمعة13ماي ومهدت لاستمرار العنف يوم الأحد15ماي،حيث تكررت حوادث العنف والمواجهات بين المحتجين وقوات الحكومة بطنجة، وأصبحت الحكومة المخزنية تستعمل نفس خطابات الأنظمة التي أنجزت ضدها الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا،وتزامن ذلك بقرب حلول موعد إعلان الدستور الذي أمر الملك بإعداده،مما يدل على تخوف السلطات المخزنية من مقاطعة ذلك الدستور ،وهو أمر يظهر في الأفق ويترك تساؤلات خطيرة عن عواقب فشل مخطط إفشال الاحتجاجات ومشروع التغيير الشامل،وعودة المغرب إلى منطق المواجهة بين الشعب والمخزن الحاكم..
ونتيجة يوم 15ماي تكاد تعود بالمغرب إلى 20 فبراير،أي العودة إلى نقطة الصفر بين سلطة حاكمة تفرض وجودها وسياستها بالقوة،وشعب يدافع عن مطالبه بتقديم التضحيات، وتطوير أساليب النضال ومنذ هذا اليوم ظهرت سياستان جديدتان تسمى الأولى مخزنية والثانية شعبية، فبالنسبة للمخزن وقعت أمور منها
- الدفاع بكل الوسائل عن جهازDSTبالضرب على أيدي كل من يناهض هذا الجهاز، ومن جملة الوسائل اظهار ه وكأنه هو حامي امن المخزن، وفتح أبواب زيارة مقره لبعض المقربين للسلطة من نواب البرلمان والنيابة العامة،ومهمة هؤلاء الزائرين كانت هي تبرئة الجهاز مما ينسب إليه من تعذيب وكونه معتقلا سريا، وسمي فتح الأبواب زيارة، وليس بحثا ولا تحقيقا ،ولا تقصيا للحقائق،ولم يسمح لحركة20 فبراير من حضور الزيارة،ولم يحضرها أيضا أي واحد من الذين يصرحون بأنهم سجنوا بهذا المقر أو عذبوا فيه،مع العلم أن براءة الجهاز مما ينسب إليه من جرائم تتطلب حضور ضباط شرطة قضائية من إدارة الأمن الوطني والدرك ،وقضاة التحقيق، وغير هؤلاء من المختصين في علوم الإجرام،مادام الموضوع هو التثبت من وقوع جرائم ضد حقوق الإنسان كما تنظمها المساطر الجنائية.
- تصعيد الخطاب السياسي ألمخزني ضد الإرهاب كما لو كانت الأجهزة تريد أن تسترجع أجواء حوادث 16ماي2003قصد تخويف الناس من شبح الإرهاب ليشعروا بالحاجة إلى جهازDSTالمنقذ المزعوم من الإرهاب
- محاولة شغل الناس بموضوع حل الحكومة والبرلمان في أكتوبر المقبل، وبالتالي تحويل اهتمام الناس عن مطالب حركة فبراير بحل الحكومة والبرلمان لكي لايشرف هؤلاء على المرحلة الانتقالية إثناء الاستفتاء على الدستور،وأثناء انتخاب البرلمان المقبل، وأثناء تحضير تشكيل الحكومة المقبلة..
- محاولة شغل الرأي العام بمواضيع الانتخابات بفتح التقيد في اللوائح الانتخابية بكيفية استثنائية قصد فتح شهية سماسرة الانتخابات والأحزاب المخزنية لتتسابق على عادتها إلى حلبة الانتخابات بأساليبها التقليدية من رشوة واستغلال النفوذ والتزوير..وتلفيق اللوائح الانتخابية،وتحويل موضوع اجتماعات السلطة الحاكمة مع الأحزاب إلى مشاورات حول الانتخابات بدل متابعة المشاورات حول وضع دستور جديد...
- من جانب الشعب وقعت ثورة سجناء سجن سلا المعروف بالزكي،وشملت تحركات السجناء سجونا أخرى من مدن كفاس والقنيطرة والخميسات وطبنجة....وبدأت وسائل الإعلام تتحدث بالمغرب عن القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطين،وطائرات الهيلكوبتر في مدينة سلا
- الدفع بحركة20 فبرايرالى تحول خطير يدور حول الاستعداد للمواجهات العنيفة كما وقع في خريبكة وفاس.
- وأهم حدث يسجل بعد 15ماي هو مظاهرة الفلاحين بمنطقة العطاوية ، وتاملالت، بنواحي مراكش تجاوز عددهم أربعة آلاف وهو بداية لثورة الفلاحين حيث خرج آلاف البدويين في مسيرات امتدت لعشرات الكيلومترات،والأهمية القصوى لهذه الظاهرة الجديدة هي أنها حولت الصراع مع المخزن من المدن إلى البوادي، ويعني ذلك زعزعة قوة الجهاز المسمى الدرك الملكي الذي يهيمن على البوادي،وتدخله لممارسة القمع الدموي ضد المتظاهرين،بعد أن تركزت الأنظار على DST والشرطة التابعة لإدارة الأمن الوطني والقوات المساعدة وهذه ثالث مرة يشارك الفلاحون في احتجاجات حركة 20 فبراير بعد مظاهرات سابقة في بنكرير،ولوداية التي اشرنا إليها سابقا في هذه الأرضية،ومظاهرات الفلاحين لم تستطع السلطة وأحزابها أن تصفهم بالارهابين ولا بمختلف أنواع التهم التي يوجهونها إلى مظاهرات المدن،واحتجاجات الشباب...
خامس عشر- فشل العنف
في يوم 15ماي2011اخرجت الدولة المخزنية عصيها وجلاديها ووسائل تهديدها إلى جميع الأماكن في البلاد،وأقدمت على تطبيق تجربة الإقدام على إيقاف ومنع المسيرات والمظاهرات بالعنف والتخويف والتهديد والاعتقالات،وجندت وسائل إعلامها ودبلوماسيتها في الداخل والخارج بهدف القضاء على حركة 20فبراير ومحوها من الوجود،وكان ذلك اليوم تاريخيا لأنه وضع حركة20 فبراير بين الموت والحياة،ووضع الدولة المخزنية أمام الهزيمة أو الانتصار أمام الشباب المغربي،واستمرت تجربة عنف المخزن لمدة أسبوعين كاملين في جميع إنحاء المغرب وصلت إلى حد قتل الشهيد كمال عماري بأسفي، لم تنجح خلال الأسبوعين نظرية ضبط الشعب بالقوة والعنف، ويعتبر هذا اليوم بمثابة يوم ولادة جديدة لحركة 20 فبراير،وتفسير أسباب تجديد الحركة يتطلب دراسات واجتهادات لاتعد ولا تحصى، ويتطلب زمنا قد يطول إلى حين اتساع حرية التعبير في البلاد ليطلع الناس على خبايا قرار استعمال العنف يوم 15ماي فما بعده،ومع ذلك فهناك إمكانية مرحلية للتعرف على بعض الأسباب،وخاصة انتصار حركة 20فبراير ضد العنف، ومنها
- الصمود الذي أبداه الشباب والداعمون له واستعداد الشعب لتقديم التضحيات، وتحدي الضرب والخوف والتهديد والتعذيب بشكل غير مألوف بالمغرب منذ فترة طويلة
- التدخل الايجابي للاتحاد الأوروبي ومطالبته للمخزن المغربي بوقف العنف
- خطاب الرئيس اوباما يوم19ماي 2011الذي أعلن فيه أن أمريكا لن تترك أي سلطة في العالم تستعمل العنف ضد المحتجين سلميا مما ظهر منه أن المخزن المغربي لن يجد تأييدا دوليا للعنف كما هي العادة في الزمن الماضي..
- التضامن الواسع للديمقراطيين والحقوقيين مع حركة20 فبراير داخليا وخارجيا
- سعي السلطات المخزنية إلى إقناع بعض المقربين منها في المنظمات الحقوقية والأحزاب والنقابات بتجنب المسيرات والمظاهرات بالأحياء الشعبية والاقتصار على الشوارع الكبرى في المدن وبعض الساحات البعيدة عن الكثافة السكانية،وغض الطرف عن تنظيم الاحتجاجات أمام مقرات أجهزة الأمن الكبرى مثل الدرك الملكي وDST
وهو ما ارجع إلى حركة20 فبراير نفس التظاهر منذ يوم 5يونيه في بعض الأماكن دون غيرها،وأدخل إلى ساحة حركة 20 فبراير أهمية أماكن التظاهر بالنسبة لموقف السلطة
- ولا ننسى هنا دور تمسك حركة 20 فبراير بالحفاظ على طبيعتها السلمية والتي أفشلت بها الدعايات المغرضة التي تثير مخاوف بعض المواطنين على مصالحهم
- كما لاننسى استلهام تجربة الليبيين والسوريين واليمنيين والأردنيين الذين يعتبرون مثالا لكل الشعوب المقهورة في تقديم التضحيات واختراع الأشكال التنظيمية..
سادس عشر-الدورة الثالثة للمجلس
انعقدت الدورة الثالثة للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير بالرباط يوم الأحد 11يونيه2011لكنها لم تترك صدى مسموعا على الساحة الإعلامية،ولم تحظ بحضور مكثف لمندوبي التنظيمات والشخصيات لأسباب كثيرة نذكر منها
- أن الكثير من مجالس الدعم المحلية في المدن والقرى القريبة والنائية لاترغب في وجود مجلس وطني،يضم الأحزاب والنقابات وبعض الجمعيات المرتبطة بالسياسة المخزنية..بعد إن انسحبت تلك الأحزاب والنقابات من مظاهرات ووقفات واعتصامات حركة 20 فبراير، بل بعد أن بدأ بعض المتظاهرين في صفوف حركة 20 فبراير يندد بالأحزاب ويعتبر بعض رؤسائها من رموز الفساد المالي والإداري.ويحملون صورهم في الشوارع مصنفين إياهم ضمن المطلوبين للمحاكمة، ويعتبرونهم معنيين بمطلب إسقاط الحكومة وحل البرلمان..
- واستفحل الخلاف مع حركة 20 فبراير وبعض العناصر المخزنية في الأحزاب والنقابات والجمعيات بتقديم هؤلاء مقترحاتهم إلى لجنة ألمنوني المكلفة بمراجعة الدستور، وحضورهم في الجلسات التي يعقدها المستشار محمد معتصم فيما يسمى الإلية السياسية لوضع الدستور الجديد..وأصبحت الخلافات السياسية في صفوف الشعب تتمحور حول حول ماسمي بالحوار بين السلطة المخزنية والشعب،من سيقود الحوار؟وما هي إطرافه؟ فليس الحوارالديموقراطي هو تقديم المذكرات إلى وزير الداخلية أو إلى محمد المعتصم ،من طرف من يختارهم هؤلاء ليتحاوروا معهم، بل لابد من إجراء الحوار مع حركة 20 فبراير..
سابع عشر- الدستور الجديد
وثيقة الدستور المخزني الجديد هي حرز سحري يقبل الخرافات والعقائد التي تحتمل عشرات التأويلات حتى أن القارئ لايستطيع أن يخرج منها بأية حقيقة راسخة وهو مجموعة قواعد قانونية وسياسية ينسخ بعضها بعضا ويقيد التابع منها المتبوع، وتلخصها شعارات الشباب في المسيرات الشعبية بسؤال من يرأس كل شئ؟ وهد الشي بزاف، وشعار الدساتير الممنوحة في البركاصة مليوحة، وقد واجهت حركة 20 فبراير الدستور بموقف المقاطعة،وهي نوعان مقاطعة لجنة وضع الدستور، ومقاطعة التصويت عليه،وشكلت المقاطعة والمشاركة بنوعيهما نقطة خلاف شديد بين الأحزاب والنقابات وبعض الجمعيات من جهة وحركة 20فبراير من جهة ثانية، انصب الخلاف على المشاركة والمقاطعة،وقد ظهرت مع الدستور فئة من المغاربة متخصصة في قذف ومحاربة حركة20 فبراير تحمل عدة أسماء منها البلطجيين والشماكرية وهي كلمة شعبية مأخوذة من الامازيغية مركبة من كلمتين ش بمعنى كل، وميكر التي تعني السارق، وتطلق على من يأكل ويسرق،ونزل الشماكرية إلى الشوارع ينظمون مسيرات مضادة لحركة 20فبراير،ويهتفون بشعار ملكنا واحد محمد السادس،ويحملون في الغالب الرايات الرسمية، وصور الملك ، ويطلق عليهم بعض الشعبيين كلمة العياشة وأسماء أخرى دخلت قاموس اللغة الدارجة المغربية،وأثناء الصراع في الشوارع بين العياشة وحركة 20 فبراير سجلت حوادث عنف في عدة أماكن من المغرب ارتكبها العياشة الذين تختفي من ورائهم بعض العناصر السياسية والنقابية وأجهزة السلطة..وسالت دماء وأحدثت جروح في المواجهات بين الشماكرية وحركة 20 فبراير،وظهر صراع سياسي في الشوارع يتميز بالعنف ويستند إلى مزاعم غابت عنها الأحزاب السياسية التي تدعي أنها موجودة للحفاظ على ثوابت المخزن لكنها لم تنزل كأحزاب مكلفة بتنظيم الشعب لمواجهة صريحة في الشوارع مع حركة 20 فبراير بالطرق السياسية السلمية، وتركت الشارع لفرق الشماكرية التي تشوه سمعة السياسة المغربية،وتهدد بأجوبة العنف على المطالب السلمية التي تنادي بها حركة 20 فبراير،مما يعطي الدليل على ضعف الحزبية المخزنية وجبنها بسبب تعيشها وارتزاقها من النعم المخزنية..وكان هدف المخزن من دعم الأحزاب المرخص لها، وخلقها هو الهيمنة على الشعب،واحتكار التظاهرات والمواقف السياسية..
ثامن عشر- حراك مناطق المناجم
إن حراك سكان مناطق المناجم بالمغرب يعتبر أهم تحرك عرفته حركة 20فبراير،لأن المناجم هي أهم ثروة يملكها المغرب، بحوالي 42 مادة معدنية ،وهي ثروة ضائعة ومسلوبة وهي عماد غطرسة الفساد السياسي والمالي،وهي أيضا موضوع تآمر الشركات الأجنبية مع المخزن الاستبدادي،وسيطرة السياسيين المستغلين على منطقة بنكريرBenguerir واليوسفية، وخريبكة، وأسفي، وبوكراع، وتينغير، وتيزنيت وتارودانت وطاطا وغيرها هي سيطرة على المناجم،وعلى حركة 20 فبراير أن تطرح في الشوارع مهام وزارة الطاقة والمعادن، ولا يخفى أن تركيز حزب التراكتور بمنطقة بنكرير هو تغطية سياسية لاستغلال الفوسفات
بعد فاتح يوليوز يوم إقرار الدستور الجديد تجدد حراك المناطق المنجمية في أسفي وخريبكة وجبل عوام وايميضر وتينغير وبدأت مواجهات دموية بين المطالبين بحقوق الشعب في الثروات المنجمية وبدا نوع من التلاحم والتنسيق حول شعارات المطالبين بالاستفادة من الثروة المنجمية وشباب حركة 20 فبراير،ورسخت المسيرات الأسبوعية في مختلف مناطق المغرب رغم قساوة ظروف شهر رمضان، حيث سجلت لأول مرة في تاريخ النضال الشعبي بالمغرب ما أصبح يعرف بالمظاهرات الليلية، مما يؤكد صمود حركة 20 فبراير وتكيفها مع الظروف الزمنية والمناسبات القاسية، وتصاعدت الحركة الاحتجاجية في صفوف حاملي الشهادات المعطلين وبعض المناطق الساخنة مثل وجدة والجنوب الشرقي وتازة وتنذر بنوع من المواجهات الدموية بين القوات المخزنية والمحتجين ...وبرزت سياسة الشباب المنبثقة من الربط بين الفقر والبطالة ونهب الثروات المعدنية،ولاشك أن منطقة أسفي المعروفة بالمركبات الصناعية للفوسفات عرفت بطولات شعبية استشهد من خلالها الشهيد ألعماري ، وكثيرا من المعتقلين السياسيين مثل هشام التأني، كما عرفت منطقة ايميضر مقاطعة السكان للمدارس بمناسبة الدخول المدرسي2011-2012 في هذه المنطقة الشهيرة بإنتاج معدن الفضة الذي ارتفع ثمنه في الأسواق المغربية إلى 20 درهما لكرام Grammeواحد بعد أن كان لايتجاوز درهما ونصف، وبالانتباه إلى منجم الذهب في منطقة تافراوت المعروف بتوفره على صالة الذهبHouse of goldنجد انه ثروة ذهبية ضخمة بدأت شركة استغلالها بسحب الذهب وحفره في عمق لايتجاوز50 مترا،ووصلت الآن إلى عمق يقارب ألف متر،ولو قام المغاربة بقياس حجم الذهب المستخلص من هذا المنجم الذهبي وحده ومحاسبة لصوص الذهب لحدثت تنمية بشرية هائلة تكون جوابا شافيا على كثير من مشاكل التنمية الاقتصادية، وقد وصل سعر الكرامGrammeالوحد من الذهب في أسواق المغرب إلى أربعمائة درهم بعد أن كان إلى وقت قريب لايتجاوز مائة درهم ولم يسبق لبرلمان المخزن ولا لحكومته أن فتحوا أي نقاش علني حول المعادن بالمغرب،ولا جرى أي تقص للحقائق حولها، وهو تابو خطير فجرته حركة فبراير، وهو الخلفية الاقتصادية والسياسية للاحتجاجات الواقعة في موانئ التصدير وفي مواقع إنتاج المعادن بجبال الأطلس..ولابد لحركة 20 فبراير أن تفتح ملف ميناء الجرف الأصفر وهو أكبر ميناء لتصدير المعادن المغربية قرب مدينة الجديدة في منطقة خالية من السكان وهي ميناء يمتص منه المستغلون ثروات البلاد وهو الذي أصاب المغرب ككل بفقر الدم...ولايستطيع البرلمان ولا الحكومة ولا المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن يناقشه وهو اكبر المقدسات التي يمنع الحديث عنها..وهو اخطر من مقر ات الديستيDstالتي حاولت مسيرة حركة 20 فبراير الدخول إليها وعلى المغاربة أن يقوموا بثورة ضد لصوص المعادن وخاصة الذهب والفضة.وأن يكشفوا كلما تخبئه أمنة بنخضراء الوزيرة التي تشرف على المعادن..
تاسع عشر-يوم 11سبتمبر
11سبتمبر هو يوم الدخول السياسي لحركة 20 فبراير المتزامن مع الدخول المدرسي، وختام عطلة الصيف، والخروج من تأثيرات شهر رمضان،وقد استغلت السلطات المخزنية والأحزاب والنقابات الموالية لها انشغال الشباب المغربي بعطلة الصيف وعموم الشعب برمضان لتحاول محو حركة 20 فبراير من الو جود بمساعدة العوامل الطبيعية والاكراهات الاجتماعية فأطلقت مسلسل الرجوع إلى السياسة التقليدية بكل طقوسها،السابقة لوجود حركة 20 فبراير ظانة أنها أفلتت من التغيير، فعادت وزارة الداخلية إلى إملاء البرامج والسياسات على الأحزاب السياسية التي ترأسها وهيأت قوانين الانتخابات وحددت جدولها الزمني ورتبت توزيع الدوائر والأدوار، ويتحدث البعض حتى عن توزيع المقاعد والحصص.. وعادت التحالفات الحزبية التي تستعد لامتصاص دماء حركة 20 فبراير،وعادت سياسة التعيينات المخزنية في المناصب الإدارية والقضائية إلى عاداتها القديمة.وتركزت السياسة الإعلامية على تبخيس وجود حركة 20فبراير وتلطيخ سمعتها وبث الدعاية حول مزاعم موتها. وعادت وزارة الخارجية إلى سفرياتها المكوكية عبر الدول والأقطار،وعادت الاجزاب المخزنية إلى إحياء شبكات تجار الانتخابات ، وبيع التركيات .لكن يوم 11سبتمبر فاجأها كلها ووضعها في وضعية ماقبل الصيف وما قبل الاستفتاء على الدستور،وما قبل الخطب الملكية لما بعد 20 فبراير، وماقبل رمضان،وسجلت التقارير الصحفية أن جماهير حركة 20فبراير خرجت للتظاهر في أكثر من أربعين موقعا بالمدن والقرى المغربية وبدأ رديف مثقفي السلطة يفقد كل تحاليله المغلوطة السابقة التي بنيت عليها إستراتيجية المخزن المتعلقة بالشهور الباقية من سنة 2011
العشرين- أدب وفنون حركة20 فبراير
لقد خلقت حركة 20 فبراير أدبا شعبيا وفنونا من الأغاني والموسيقى استعملت فيها الأغاني الجماعية التي تنشدها الجماهير في المسيرات بالدارجة والأمازيغية، وهي موزونة على طريقة الزجل الشعبي وهي أغاني سياسية عبارة عن مقاطع غنائية قصيرة نورد نماذج منها بالدارجة كما يلي:
زيد زيد عمر السوق
إلى جاك الما غالي
إلى جاك الضو غالي
زيد زيد عمر السوق
شوفو المخزن العبقري
شحال مطور وقاري
بغا يحل الأزمات
بشاكيرا والنغمات
شي بنى وعلا وبغايطير
وشي ساكن تحت القصدير
المخزن مشيتي غالط
مابقاو يخلعونا زراوط
كرامة وحرية
لامخزن لارعية
سرق سرق وانهب
وزيد بني في العمارات
وشري سيارات
واللي شاط شري به
الزرواطة لولاد الشعب
وقد تعززت المدرسة الأدبية والفنية لحركة 20 فبراير بظهور المغني الذي اشتهر باسم الحاقد- وهو معاد بلغوات- بمدينة الدار البيضاء وتم اعتقاله وأصبح بطلا مغربيا ورمزا من رموز حركة 20 فبراير وصارت المسيرات تغني له هكذا
اعتقلونا كلنا
كلنا حاقدون
وهو مغني الراب الذي استلهم قصيدة أبي القاسم ألشابي ووضع أغنية شعبية تقول
إذا الشعب يوما أراد الحياة
اينوض ايدوي على راسو
باراكا من السكات
راهم كلاو رزاقنا
لاحو لينا لفتات
وشحال من مناضل على قبلنا مات
--------------------
حنا صايمين ليل ونهار
وزادونا في الأسعار
زادو فزيت والسكر
وهناك أدب مضاد لحركة 20 فبراير حاولت مجموعات العياشة ترويجه، بعد أن حاول السياسيون المخزنيون خلق حركات سياسية مضادة لحركة 20 فبراير مثل التنظيم الشبابي الذي حاول وزراء الاتحاد الاشتراكي خلقه ويسمى بشباب الاتحاد الاشتراكي في صفوف حركة 20 فبراير ، وما يسمى بالشباب الملكي ، وحركة 9مارس،وحركة 25نونبر، ويردد هؤلاء شعارات مثل
لايس لاعشرين
لايسار لاعشرين
والملك هو للي كاين
الواحد والعشرون-تأثيرات حركة 20 فبراير
لقد ظهر ما تسميه الصحافة بالنواة الصلبة لحركة 20 فبراير، وتقصد التنظيمات السياسية والجمعوية والنقابية التي كانت متواجدة في صفوف المجتمع المغربي قبل يوم 20 فبراير والتي أصبحت تساير حركة 20 فبراير،وتروج بداخلها بضاعتها السياسية تحت ستار الدعم..
لكن هل حركة 20 فبراير هي نواة صلبة في حد ذاتها ؟ أم أن نواتها الصلبة من خارجها؟والمعنى السياسي لهذه الأسئلة بالغ الأهمية لأنه يتعلق باستقلالية حركة20 فبراير،ويتعلق بوجودها الفعلي،وهل الداعمون يبحثون عن دعمهم من طرف حركة20 فبراير؟ أم العكس ؟فمثلا ماذا نفهم من شعارات سياسية تقول
هذا تعليم طبقي
هذا اعتقال طبقي
الله أكبر عاصفة
لليهود ناسفة
----------------------------
وماذا نفهم من حمل المصاحف في مسيرات حركة فبراير؟وشعار صاحب الجلالة هو الله تعالى؟إن الفهم البسيط هو أن المسيرات والاحتجاجات تتضمن المطالب الشيوعية والإسلامية، مما أدى إلى نفور بعض من لاتعجبهم هذه المطالب ، والنفور هو خطأ فادح لأن المهم هو كون المسيرات تستوعب تلك المطالب وغيرها،ومن ثم يبرز التأثير السياسي لحركة 20 فبراير على العناصر الداعمة التي يعتبرها البعض نواة صلبة في حين أن النواة الصلبة هي قبول التواجد المشترك ، والتأثير المتبادل في الشوارع والساحات العمومية بين كل الأطراف،وهو تمهيد للقبول المشترك داخل المجتمع وداخل سلطات دولة المستقبل،ومن ثم تذوب المخاوف التي تبثها السلطات المخزنية وأحزابها ونقاباتها من سيطرة اليسار والإسلاميين على حركة 20 فبراير،فالتواجد المشترك في الساحات العمومية والمسيرات والمظاهرات وعبر شبكات الانترنيت يقضي على ظاهرة المشيخة والزوايا السياسية، ويقضي على سيطرة النخب المنعزلة عن الطبقات الشعبية ،ويفسخ سيطرة أصحاب المقرات الحزبية والنقابية المؤداة من طرف دعم السلطة المخزنية،ومن ثم فان حركة عشرين فبراير هي انتماء جديد ،غير قابل للسيطرة، لأنه مبني على ضرورة التواجد المشترك والاستعداد للعيش المشترك، مادام أن تنظيمات ماقبل حركة 20 فبراير لم تكن تستطيع أن تحقق مطالبها التي أصبحت تتحقق بالانتماء إلى حركة 20 فبراير
وأهم تأثيرات حركة20 فبراير هو تجاوز البطولات العتيقة للحركة الوطنية المغربية وتبديلها ببطولات وأسماء جديدة مثل بطولة الحاقد واستشهاد العمري،وتبديل عادات التظاهر بالمغرب،وتشطيب سيطرة الرخص الإدارية والحزبية على حق التظاهر في الشوارع العامة، وأيضا تأثيرها حتى على ا لهياكل الإدارية المخزنية العتيقة مثل الشيوخ والمقدمين الذين انضموا إلى الحركات المطلبية وكونوا التنسيقية الوطنية لأعوان السلطة، وفرضوا مطالبهم بتسوية أوضاعهم الإدارية وحقوقهم الاجتماعية بفضل حركة 20 فبراير التي تتبعوها في الشوارع وتعلموا منها...
الثاني والعشرون-الخلافات
كانت الخلافات منتشرة في مغرب ماقبل ظهور حركة20فبرايربين مختلف مكونات الشعب،أكثر مما هي عليه بعد ظهور هذه الحركة،وكانت تغذية الخلافات من طرف السلطة المخزنية وتنظيماتها أسهل مما هي عليه اليوم، اذاراجعنا تاريخ الحصار والقمع الذي تعرضت له جماعة العدل والإحسان،أو تطويق السلفيين، أو محاربة اليسار المغربي،أو حصار الأمازيغية،أو قمع شباب الجامعات، والطبقة العاملة..وليس مهما أن نتذكر خلافات ماقبل 20 فبراير، ولكن الجدير بالدراسة هو خلافات اليوم،وليس سهلا أن يقف الإنسان لحظة تأمل ليسأل نفسه عن خلافاته مع الغير،ماهي؟ولتدارس الخلافات مع حركة 20 فبراير نحاول أولا تصنيف مايسمى بالخلافات كمايلي
يمكن تصنيف الخلافات إلى قسم من المخالفين أصلا والمناهضين لحركة 20 فبراير منذ نشأتها ، ويتميز هؤلاء بكونهم لايريدون إطلاقا أن تنشأ بالمغرب حركة من هذا النوع وهؤلاء في الغالب يتكونون من المستفيد ين من المخزن التقليدي ومن علاقات المغرب مع فرنسا،من أفراد وأحزاب ونقابات وجمعيات،وأجهزة أمنية وادارية،وهؤلاء لايريدون ولا يطالبون بأي تغيير،وقد فشلت جميع خططهم ومحاولاتهم في إعدام حركة20 فبراير منذ يوم ميلاد هذه الحركة،وهؤلاء حلف كبير تدعمه السلطات المخزنية وفرنسا وتمكنه من الامتيازات السياسية والحزبية والنقابية ووسائل الإعلام،وقد اجتمع هذا الحلف الكبير تحت وصاية وزارة الداخلية ومستشاري الملك،وقيادات الأجهزة الأمنية ،وعمال وولاة الأقاليم والجهات،وأعني بالفشل الذي مني به انه لم يستطع إجهاض حركة 20 فبراير في بطن أمها فولدت رغم انفه ، وفرضت عليه بعض التنازلات،وهي تعيش،وتحيا ،ويتابعون الآن مرحلة مابعد ولادتها محاولين اغتيالها،ونوع الخلاف مع هؤلاء هو خلاف وجود أوعدم،سوف تظهر الأيام والليالي مصير هذا الخلاف الخطير..
وقسم آخر يتكون من المترددين الذين يترددون بين دعم حركة 20 فبراير،والمشاركة فيها ،والانسحاب منها ،وتأييدها أحيانا ثم سحب التأييد عنها أحيانا أخرى،وهؤلاء فئة مترددة تتاجر بالمواقف،وتتميز بالخوف من انتصار حركة20 فبراير،ثم الخوف من فقدان دعم السلطة المخزنية وفرنسا لهم،ويتكونون من بعض الاشتراكيين والليبراليين والإسلاميين والأمازيغ والنقابين ومن كثير من الأفراد والجمعيات التي تحمل شعارات المعارضة أحيانا وشعارات تأييد المخزن تارة أخرى ،ولكنها لاتثق بمصيرها مع الشعب،ولامع السلطات المخزنية وهي معروفة ومتعودة على تبديل المواقف حسب الظروف،وفئة المترددين تتغذى مع المخزن وتتعشى مع حركة20 فبراير،لكنها ذرع خطير يعزز مشروع اغتيال حركة20 فبراير،مادامت القوة لاتزال بيد الحلف الموالي للمخزن التقليدي وفرنسا، لكنها لن تتردد عندما ترى تقدم حركة 20 فبراير عن الانضمام الكلي لها ،وهي تؤمن بميزان القوى ،وتلعب دور الحليف والعدو في آن واحد حسب الظروف.. وتتلبس شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية وحتى الإسلام والأمازيغية، في حدود لعبتها المزدوجة..وهي فئة يصعب ضبطها والتغلب عليها وهي اكبر مشوش على حركة 20 فبراير،لأنها تسرق الشعارات وتشوهها ، وتنشر الارتداد والانتهازية..
وهناك مايمكن تسميته بخلافات المخلصين لحركة 20وأعضائها ومؤسسيها وهو خلاف يمكن وصفه بالداخلي،ويدور حول قيم ومبادئ حركة 20 فبراير،وحول أسلوب نضالها وعملها،وحلفائها ،والداعمين لها،كما يدور حول المنافسة المشروعة على قيادتها، وحول أساليب تنظيمها،ولاشك أن هذا الخلاف يستثمره المترددون الذين اشرنا إليهم سابقا كما يستثمره المناهضون الذين يتربصون بقتل حركة 20 فبراير السابق ذكرهم، لكنه خلاف ايجابي يفتح الأعين على الهفوات ويفسر السياسات، وهو خلاف ناجح حتى الآن لكونه لم يؤد إلى شل الحركة ،بل نتج عنه تنوير الأهداف ، وتدريب الشباب على الجدل السياسي،وفتح الباب أمام المطامح القيادية والزعامات الشابة ،لكنه لابد أن يستوعب الخلافات ويصنفها ،ولابد له أن يتوفر على منهجية تميز بين أنواع الخلافات وهو هدف هذه الورقة،التي تسعى إلى نجاة حركة 20 فبراير من شر المناهضين لها،والمترددين، لكن كيف ذلك؟نبدأ هنا بتأكيد منهجي وهو أن حركة 20 فبراير لم يخلقها أي حزب أو تنظيم،أوحركة..ويعني ذلك أنها خلقت نفسها وتتوفر على خاصية الوجود المستقل عن الإسلاميين بمختلف أنواعهم وعن اليساريين بمختلف أنواعهم، وعن غير هؤلاء،لكنها أصبحت تشبه الأكسيجين بالنسبة لهؤلاء جميعا، يتنفسون منها هواء الحرية،وكل من هضمت حقوقه وكرامته وحريته،وسلبت منه الثروات أو تعرض لظلم العدالة المخزنية فانه لابد أن يصبح متعلقا بأذيال حركة 20 فبراير،وعلى هذه الحركة أن تمنح الفرصة لجميع المظلومين وهم كثيرون في صفوف الا سلاميين واليساريين وفي مختلف طبقات الشعب، فلا خلاف حول الاحتجاج ضد الظلم سواء جاء الاحتجاج من اليمين أو اليسار، أو من الإسلاميين، وبهذا يكون معيار تمييز الخلافات هو الاحتجاج ضد الظلم والاستبداد وليس الانتماء إلى تيار إيديولوجي أو جماعة أو هويةأوحزب أونقابة،فكل من يحتج إثناء مسيرات ووقفات حركة 20فبراير فهو حليف سياسي شجاع،وهو منشط سياسي لحراك الشعب، ويساهم في تسييس الجمهورواخراجه من العبودية والصمت والسلبية والعدمية التي فرضتها السلطة المخزنية عليه،ولذلك فلا خوف من ترويج الشعارات الدينية أو غيرها في الشوارع والساحات العمومية ولاخوف حتى من الشماكرية لان تلك الشعارات معروضة على الشعب وهو يستطيع معرفة مضمونها ويعرف نتائجها ،وقادر على فهم علاقة الدين بالسياسة إذا فتح الباب للنقاش وحرية التعبير..فما يردده الشماكرية هو السياسة المخزنية التي قامت ضدها حركة 20 فبراير، ولاجديد فيها، ولن يقنع الشماكرية أحدا بما يرددونه من شعارات وسب وقذف،بل يزيدون من فضح أقلية أنصار المخزن التقليدي،ويفضحون سلوكات المستفيدين من الاستبداد ووجودهم اكبر دليل على شلل الحزبية المخزنية،حتى أصبحت معارضة شباب حركة 20 فبراير موكولة الىشباب الشماكرية،وفي جميع الحالات فان دخول الشماكرية إلى حلبة السياسة سيجعلهم مكتسبين للتجربة السياسية ،وكلما تسيس الشعب بمختلف طبقاته زاد الخناق على الاستبداد، والتجربة السياسية أحسن بالنسبة للمصلحة العامة من التجربة في الإجرام والمخدرات، لان فساد السياسة والإدارة هو الذي خلق بالمغرب ظاهرة الشماكرية وهو من موروث ماقبل حركة 20 فبراير، وهي من النقط المطلوب معالجتها فكريا وماديا اقتصاديا وسياسيا، وليس فقط التشكي منها..ومن فضائل حركة 20 فبراير أنها وضعت أمام المغاربة فئة من السياسيين الشماكرية يخرجون للتظاهر،ويعبرون عن وجهة نظرهم، ولاتفتح وسائل الإعلام المخزنية الباب ليشرحوا سياستهم للشعب..
أعدها أحمد الدغرني
نقلا عن موقع:
No comments:
Post a Comment