انت باق للأبد ,,, روحك والجسد ,, ولن يملأ مكانك أحد
´!!!!!!!! حلم الثورة ,,,,,,,,,,, و زمن المصالحة
تلك هي الشهادة، وهذه ذكرى الشهيد التي تتجدد كل عام في 27 من أكتوبر كل سنة، 16 سنة مضت لتعيد للأجيال وللذاكرة حكاية هذا البطل من بلدة الريف الذي تربى في مدرسة الخطابي وقف بصلابة وايمان قوي في وجه المستبدين والطغاة الذين زرعوا البؤس والموت في حق شعبنا و قتلوا و سجنوا الالاف وعذبوا الملايين، الذين أرادوا أن يطمسوا هوية شعب وتاريخه الكفاحي التحرري ، وحضارته المبصومة في ذاكرة الاجيال والشعوب بدماء شهداء حرب الريف التحريرية . الشهيد بلقايدي علي هو رمز للإيمان بقضايا الشعب والوعي والثورة والإصرار، هوالمنبع والاستمرارية و الجذور والإرث، وهب حياته لكل المستضعفين وابناء الشعب المسحوقين و الكادحين و المقموعين في وطننا الغاصب .
لقد كنت أيها الشهيد العنيد أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة! ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسك حتى أخمص قدميك. عشت بيننا لكن لم تكن يوما لنفسك بل لنا، لم نلتقط السر
المنسكب إليك من النبع الصافي، كما وصفك أحد رفاقك في الزنزانة أنه قال ¨ عرفتك صُلبًا، عنيدًا،
متواضعًا، مثقفًا، متعمقًا في الفلسفة والسياسة ، أشدّ ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلى شخصه المناضل المكافح المجاهد الذي يقضُّ مضاجع النظام المستبد، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثًا وتمحيصًا يتحمل مسؤولية كاملة.. جمع إلى ذلك شخصية المثقف اليساري المعاصر الواقعي المعتدل.. وهو مزيج نادر بين النماذج الكفاح التي حملت راية المقاومة ¨
الجميع يعرفونك منذ الصبا، سألنا عنك كل الدروب والازقة والاحياء الفقيرة في بلدة الريف والكل يشهد أنك نعم الرفيق المؤنس لكن بسرعة تغيب لا تستقر في مكان تترك فارغا ورائه بصمات ، بفضلك كم من تلميذ وطالب وعامل وفلاح وتاجر تعلم قيمة الصدق والتضحية تعرف عن حقيقة ما جرى بالمغرب العميق وعن حجم الجرائم التي ارتكبتها الدولة المغربية في حق الريفيين والمغاربة بشكل عام، وكم هي فضاعة الاحداث في الماضي قاسية ومؤلمة دُوِنَتْ في صفحات المغرب الجريح بدأت منذ سنوات الخمسينات 58/59 من اغراء المنطقة في حمام الدم، قتل جماعي واغتصاب النساء وبقر البطون.. واستمرت خلال سنوات الستينات من محاكمة ماراطونية وتحويل شوارع البيضاء الى جثث لتلاميذابرياء هَمُهم الوحيد الدراسة ومستقبل أفضل الذين سقطوا في انتفاضة 23 مارس بل الكثير، يزداد مسلسل القتل والقمع في ربوع الوطن، واقامة معتقلات سرية رهيبة اغتيلت فيها الكينونة الانسانية بأبشع الجرائم . كنت صوتا للحقيقة بالريف لم تتوقف للحظة بل تتنقل عبر الوطن لنصرة ضحايا النظام ، والكل يشهد لك بقيادة معركة الكرامة في انتفاضة 1984 بشوارع الحسيمة و لا تخاف من افواه البنادق وأنت الشاهد عن همجية النظام وعن القتل في شوارع المدينة ، واصلت نضالك الصادق حتى انتقالك الى فاس لمتابعة الدراسة الجامعية لتتوسع تحركاتك السياسية والنقابية وتضامنك مع كل شعوب العالم التواقة للتحرر والانعتاق من الاستعمار، وانخراطت في كل اشكال الدعم والتضامن ونموذجها اضرابات 87 الجامعية ضد الصهيونية العالمية في معركة بطولية بجامعة فاس الى أن أعتقلت بجانب رفاق لك ، ومن هنا تبدأ الرحلة في عدها العكسي لحياة كلها عطاء ونبل وبساطة، رحلة الوداع المثخنة بالدم والالم عنوانها صرخات من جحور الظلام من أوكار مصاصي دماء أبناء الشعب الشرفاء من إحدى المعتقلات السرية السيئة الذكر درب مولاي الشريف و تقلدت مهمة من أعظم المهام ان تدافع على الضعفاء بجسدك النحيل متحديا اسوار السجن وسياط الجلاد و دهالير السرية وتحملت شتى أنواع العذاب حتى تقطر دما وتفوح منك رائحة الشهادة ، انها خمس سنوات من الحرمان و قسوة السجن.
لا السجن و لا التعذيب ولا المرض اللعين الذي ينخر جسدك يقف في طريقك، بل من السجن الى مقالع العمال في الوطن الغاصب نموذجها جبل عوام ... والاحياء المهمشة والالتحام بحركة العطالة بالمغرب، وكنت من الذين شيعوا جنازة الشهيد الحمزاوي، و من الذين كانت لهم دور في حركة المعتقلين وعائلات الشهداء، كعهدا منك قبل الرحيل ولم تتوقف وأنت تجوب الوطن لتطمأن على قلاع الصمود والنضال ، حقا كنت نموذجا من حفدة عبد الكريم وإبنا بارا لثوار 58 .
كما عهدنا أن كل بيت في وطننا يحمل علامة عز ومفخرة ، يحمل عنوان لشهيد ومعتقل و مضطهد بالحسيمة 1994 ومقموع ، ، ، و توضع عند أبوابهم اكليل الشهادة، وفي يوم 27 أكتوبر
أشعلت شمس الحرية والكرامة، وشحت عائلة بلقايدي بالعزة ونصبت فوق بيتها علم الشهادة، وزفت إبنها عريسا محملا على أكتاف ابناء الوطن وبسواعد ثواره الاشراف ملفوفا بأبيض الكرامة والصمود والفخر، وسط زغاريد أمهات الاحرار، و في موكب كله شعارات و ورود الحمراء، لدرجة أن والد الشهيد وقف منتصبا والدمع يذرف قال¨ اليوم أحسست أني حقا من هذا الوطن وأنكم كلكم أبنائي وهذا ابنكم واخوكم فشيعوه ¨ ، وحج من كل ربوع الوطن ابناء الشعب الشرفاءكل رفاق الشهيد وعوائل الشهداء وكل المخلصين والصادقين لقضايا شعبهم لإستقبال قافلة الشهداء لتجديد العهد معهم من بيت الشهيد بلقايدي، و يبايعونه شهيدا ويؤكدون أنهم في كل معركة يزفون بطلا حتى النصر.
أيها الشهيد قد مضى قرابة عقدين من الزمن ولازلت أتذكر كلامك بدقة في إحدى المعارك الجامعية بفاس
الواجب الوطني ينبغي أن يكون في العمل المناسب وباللحظات المناسبة لخدمة شعبه وثورته¨
مهما كلفه ذلك من ثمن وهذه هيالأصالة المبدئية العالية والإنصهار الكلي في قضية الثورة والشعب وفي موقف آخر يوم احتجاجات فاتح ماي 1993 بالحسيمة قلت لي ¨ إذا لم تعانق هموم الشعب فلا معني للكرامة والحياة يوم كنت طريح الفراش في مستشفى بالرباط قلت ¨ لا أخاف من الموت والقتل ولا من جبروت النظام بل لن أرتاح و لازال المستبد ومصاصي دماء المستضعفين مستمرون في القتل والتعذيب ، والجبناء والخونة في الغدر و يتلاعبون بالثروة و يهينون الكرامة وفي يوم المعتقل والشهيد بمكناس قلت¨ الشهداء هم وجدان وضمير الوطن، من أخلف عهدهم يموت خائنا
وكما قلت يوما لرفاق لك ¨ إياكم من الجلوس في المقاهي كثيرا هي ملجأ المتقاعسين تعلمكم الاتكال والانتظار القاتل، فالواجب التاريخي والانساني والاخلاقي المبدئي الالتحام بعذابات اليومية للمواطنين، بالبادية مع الفلاحين الفقراء، وبالمدينة مع العمال والبحارة والمأجورين، وحافظوا على نبض الشارع باحتجاجات وانتفاضات شعبية لبناء مغرب الكرامة والحرية.
أيها الشهيد فكل المؤشرات في تراجع وإحباط وتخاذل وِردَّة ، لا زمن الثورة ولا زمن التصحية سوى الغدر والانتهازية ، زمن الارتباك حيث توهن عزائم البعض ، من استشهد في سبيل قضايا الوطن أصبح مجهولا ومن تاجر في ذمم الابرياء والكرامة يجوب في جسد الوطن وصوره ملئت كل الصحف وووو، فطوبى لزمنكم وبطولاتكم المليئة بالشهامة والكرامة.
أيها الشهيد لا داعي للقلق وارتح ايها الحبيب في روضك، من أهم الامانات على عُهدتنا حماية تربتكم المسقية بدماكم الزكية ، فلا البكاء ولا الحزن ولا الماضي الجريح هو الحال، بل سأبشرك بخير وأمل يشفي الغليل لغد مشرق ، فرغم القمع الذي يسري في الوطن ،الشعب يتكلم بقوة ويجدد العهد معكم ويزفوا لكم عريسا في كل معركةعنوانها الكرامة والعيش الكريم ، ما أصعب كلمة الشعب المضطهدين كما صرخا علنا في تماسينت الباسلة معقل ثوار الكرامة والاستقلال ، و سيدي ايفني جبهة الصمود والعزة قلعة البعمرانيين الاحرار ضد الغزاة والمستبدين ، و صفرو الممانعة الصامدة، و العيون المُقاِومَة التي رفضت الحكرة والاهانة ونصبت مخياما لها في وطننا المضطهد ¨مخيم العز والكرامة ¨ كأرقى أشكال الدفاع عن الكرامة والعيش الكريم خاصة أن أرواح الشهداء كلهم في العيون يستقبلون الشهيد الناجم محمد فاضل الكارحي، فرغم صغر سنه بل ستفرحون لسماع الكلام عن وطننكم وتعرفون أن الغد المشرق آت وقريبا سيبزغ فجر وطن المستضعفين .
الى اليوم والى هذه السور ستظل في قلوب ابناء الوطن الشرفاء، وفي ذكراك أقرن السلام الى معلم الامم في مدرسة المقاومة والصمود ومؤسس حرب التحرير الامير محمد بن عبد الكريم الخطابي وكل شهداء الكرامة والاحرار .
يا علي / لعشير لا تهتم لأصحاب البلاغة والكلام المليئ بالعواطف ولا للذين كانوا بالامس فينفس الخندق والقضية ، فالشعب وحده من يحسم الصراع و كل الشروط قد حانت لانتفاضة شعبية باسلة
أحد رفاقك في معركة 14 كلم بخنيفرة لتشييع الشهيد الحمزاوي
وأحد الذين يشهد لكل الخلق أنك بطلا شريفا صادقا
احد الذين عرفوك في فاس والحسيمة ومراكش والعيون والناظور
رفيقك محمد الريفي
طنجة في : 31/10/2010
No comments:
Post a Comment