Tuesday, December 14, 2010

مدونة "بلا فرنسية" تبعية للشرق وخذلان للوطن

   شعار مدونة بلا فرنسية "خاطبني بلغتي يا بن بلدي"، وهنا يقصدون لغتهم العربية المقبورة في الكتب والمجلات والحصص الدراسة ووسائل الإعلام والتي يتقبلها أغلب المغاربة بنوع من السخرية لكونها لغة شرق أوسطية وصلت إلى شمال أفريقيا عبر المستعمرين العرب، هذه اللغة التي أنكرها أبناؤها قبل غيرها واحتلت الفرنسية مكانها كلغة الثقافة والتحضر في حين عمد الأمازيغ إلى احتضانها وإيوائها بعد غدر العرب بها، لنجد اليوم "دعاة التعريب وإحياء لغة ليس غير شفوية" يطبلون ويخوضون معارك لغوية ضد الأمازيغية والفرنسية مستغلين الدين والإرتباط بالشرق لتجريم كل من يعارض دعوتهم.
   بدل خوض حروب لغوية كان من المفروض على "المحاربون" أن يدركوا ثلاثة أشياء
 مهم هي :
- اللغة الأمازيغية لغة أصلية ولا يمكن للعربية أن تحل مكانها
- العربية لغة ثالثة بعد الأمازيغية والدارجة إذا ما أحيل لها دور أكبر
- أخيرا وأهم شيء، لا يمكن استخدام العربية لضرب لغة مهما كانت أمازيغية أو غيرها
  وللعودة إلى موضوع مدونة "بلا فرنسية" فكل ما يقوم به أعضاء هذه المدونة مجرد حروب إلكترونية لغوية لن تأتي بحصاد جيد بقدر ما ستحصد معاركهم أعداءا جدد للغة العربية وهذا ما لا نريده.

وإليكم مقالا جديدا حول الأمازيغية من مدونة "بلا فرنسية"، يركز فيه صاحب المقال على بعض الأخطاء ويقلل من قيمة اللغة الأمازيغية مقارنا بينها وبين اللغة العربية التي يعتبرها صاحبنا لغة ريادية.

من مدونة "بلا فرنسية"

الأمازيغية المعيارية: لغة جديدة تمحو ما قبلها


بقلم أحمد يوم الاثنين, 13 ديسمبر, 2010 - 15:07.
مقتطف من مقال لجواد غسال، صحافي وباحث في الشؤون الأمازيغية نشر في موقع هسبرس:

تطرح على طريقة "تشكل" اللغة الأمازيغية مجموعة من التحديات يستعصي معها الوصول إلى مرحلة لغة الكتابة والتخاطب والتواصل بين مختلف فروع اللغة المتمثلة في الألسن الأمازيغية، ليس فقط باعتبارها خالفت السنة اللغوية في النشأة والتطور الطبيعيين باللجوء إلى ما يسميه باحثو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ب"المعيرة"، بل باعتبار هذه الأخيرة (أي المعيرة) أفضت إلى تشكل قاموس لغوي جديد بمثابة لهجة رابعة، مقتصرة على نخبة النخبة من باحثي المعهد وناشطي الحركة الأمازيغية، ما يعني أن اللغة التي تنشأ من خلال التفاعل في وسط اجتماعي لتدرسها النخبة وتستخرج منها القواعد المشتركة وتدرسها نحويا ولغويا لتكمل المرحلة النهائية من التشكل، جاءت هذه المرة من أعلى الهرم، عبر اجتهادات معزولة، لتقدم في طبق جاهز لقاعدة شعبية لا تعرفها، ولم تتهيأ بعد لاستقبالها.
كان الأجدر أن يبدأ منهج وضع اللغة الأمازيغية بمرحلة جمع الإنتاجات الأدبية والفكرية والعلمية التي كتبت بالحرف العربي، وتحقيق جميع المخطوطات بعد جمعها، بالإضافة إلى جمع الثقافة الشفوية، وجعلها المنطلق الرئيسي في الاستدلال على القواعد المستعملة في النحو والبلاغة ...، وهو ما سيمنح حينها القوة للهجة التي أنتجت زخما علميا وأدبيا وفكريا أكبر من غيرها، وسيحدد ما إن كان يصلح كتابة الأمازيغية بالحرف العربي من عدمه، وهو ما لم يتم باعتبار أن المخطوط الأمازيغي يوجد في ذيل اهتمامات المعهد، وكذا كون هذا الأخير سيعطي القوة لمنطقة سوس على حساب المناطق الأخرى.
ومن ناحية أخرى كانت اللغة الأمازيغية ضحية أخطاء أخرى اختلط فيها العلمي بالسياسي والإيديولوجي، ما جعلها على شفا الضياع والاندثار، يمكن رصدها في:

* كتابة الأمازيغية بحرف تفيناغ، وخضوع الحرف للحسابات الإديولوجية والسياسية خدمة لمشاريع مختلفة، أدى إلى إضعافها وشكل حجر عثرة أمام تعميمها وتقوية حضورها في جميع المجالات. لقد شكل قرار كتابة اللغة الأمازيغية بحرف "تيفناغ" قطيعة فصلت حاضر الثقافة الأمازيغية في العصر الحديث عن التراث الأمازيغي المكتوب باللغة العربية، وجعل اللغة الجديدة لغة نخبوية، غريبة في الأوساط التعليمية.
* ويتمثل الخطأ الثاني في السرعة المفرطة التي تمت بها عملية إقرار إدخال اللغة الأمازيغية في سلك التعليم، دون أي استراتيجية واقعية، فدخلت التعليم كإجابة سياسية بالرغم مما تعانيه من فقر نظري للشقين البيداغوجي والديداكتيكي..
* ويتمثل الخطأ الثالث في إدخال اللغة الأمازيغية في صراع مصطنع مع اللغة العربية، ما جعل الجدل السياسي والإيديولوجي يؤدي إلى قرارات متسرعة وينتج عنه نوع من التشظي في البنية اللغوية لدى المجتمع.

وترجع فيه النخبة الأمازيغية أسباب استعدائها للعربية إلى اجتياح هذه الأخيرة للمناطق الأمازيغية فيما تسميه ب"التعريب القسري"، بالاستناد إلى النموذج الجزائري، التي تحول فيها عدد الناطقين بالأمازيغية مما يناهز 50 بالمائة سنة 1830 إلى أقل من 18 بالمائة سنة 1966، و15 بالمائة سنة 1990 بحسب الأرقام التي تعلنها اليونسكو في تقريرها للسنة الحالية الذي أعطت فيه ما تسميه بمؤشرات تبين سير الأمازيغية في طريق الانقراض. غير أن ما تستند إليه النخبة الأمازيغية يثبت التاريخ الذي يقدمه تقرير اليونسكو عكسه، باعتبار أن الجزائر كانت مستعمرة فرنسية في تلك المرحلة والتحول اللغوي لم يكن لصالح العربية بقدر ما كان لصالح الفرنسية التي تنتصر لها النخبة الأمازيغية.
الأكيد أن الأمازيغية ستحصد ما زرعه أبناؤها بشكل أدى إلى عزلها وإضعافها في مجتمع غني معرفيا وثقافيا، في ظل القراءات الجديدة التي يقدمها جزء من النخبة الأمازيغية، تحاول تسييس الثقافي وأدلجة السياسي... وهي العناصر التي تضر بالصفة العلمية، وتضر بما يتطلبه قرار إعطاء الأمازيغية المكانة الحقيقية في المجتمع المغربي باعتبارها لغة تشكل جزءا من الهوية الوطنية للملكة.


No comments:

Post a Comment