دسترة الامازيغية في مهب الريح
أجمعت الأحزاب السياسية الممخزنة ومعها أشباه الصحف المدعية للاستقلال ومنها جريدة المساء لصاحبها السيئ الذكر رشيد نيني على أن الخطاب الملكي الأخير خطاب تاريخي وهناك من سماه بخريطة الطريق الجديدة للمغرب, لكنه لم يأتي بالجديد فالجمعيات الحقوقية كانت تنادي بدستور جديد تعاد صياغته من طرف المختصين ولم تطالب بمراجعة الدستور المستورد من فرنسا, لكن الملك كلف لجنة خاصة لتعديل بعض فقرات الدستور وان كان قد أشار إلى بعض الأشياء التي يمكن أن يلحقها التغيير
كمؤسسة الوزير الأول واختصاصات الحكومة لكن الفصل التاسع عشر الذي يجعل كل السلطات في يد الملك والذي ظل محط العديد من النقاشات في مجموعة من وسائل الإعلام ومنتديات النقاش على شبكة الانترنت لن يمسه التغيير, وبخصوص القضية الامازيغية فقد
انتظر ت الحركة الامازيغية في المغرب منذ مدة أن يتحقق مطلب دسترة الامازيغية كلغة رسمية في الدستور المغربي وقد كان هذا المطلب على راس مطالب الحركة الامازيغية. و كان الكل يعتقد أن أي تغيير في الدستور سيستحضر القضية الامازيغية نظرا للنقاشات الكثيرة التي طرحت حول هذا الموضوع والمحطات النضالية الكبرى التي خاضتها الحركة في المركز و الهوامش بل وصل الأمر بالمختصين إلى مناقشة صياغة هذا الإدراج في مجموعة من البيانات حيث هناك من قال بضرورة الإشارة إلى الامازيغية في البداية ثم العربية بعد ذلك استحضارا للتطور التاريخي الذي عرفه المغرب , لكن هناك من عارض هذا الطرح و قال بالعكس ,وجاء الخطاب الملكي ليضع الطرفين أمام موقف مختلف تماما , فلم يعمل بهذا ولا ذاك . وكرر الملك ما تطرق إليه في خطابات سابقة , مثل كون الامازيغية مكون ورافد من روافد الحضارة المغربية, لقد خاب ظن كل المناضلين الاحرار ,و أنا كنت واثقا من أن إدراج الامازيغية كلغة وطنية يحتاج إلى أكثر من معركة نضالية أما جعلها لغة رسمية فيبدو مستحيلا في الفترة الحالية خاصة وان المخزن قد تمكن من تشتيت صفوف ايمازيغن وأصبح عدد كبير من الانتلجنسيا الامازيغية يصفق لاطروحات السلطة والأحزاب السياسية ,ولنا في باحث المعهد الملكي للثقافة الامازيغية الذي قام بمحاضرة في اليمن خير مثال على ترهات المخزن العروبي الشرقاني حين أكد على الأصل الشرقي للإنسان الامازيغي الذي استقر في شمال إفريقيا منذ ألاف السنين ليعود بنا الى الوراء كثيرا الى تلك السنوات التي كان البعض يتزايد علينا بكون الامازيغية مجرد لهجة من الهجات العربية ولسنا في حاجة الى احيائها ما دام ان الغة الام اي العربية اسست لها المعاهد وخصصت لها مئات الشعب . لقد طرح هذا الخطاب تحديا جديدا أمام الحركة الامازيغية وفتح مرحلة أخرى للنضال من اجل تحقيق مطلب الدسترة كما ان مضامينه الاخرى تدل على أن القصر لم يستوعب مطالب حركة 20 فبراير التي جعلت من مطالبها دسترة اللغة الامازيغية في دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا .وأمامنا مجموعة من المعارك مثل معركة 20 مارس ومسيرة 20 ابريل التي دعت اليها مجموعة من الفعاليات في الفيس بوك احتفالا بذكرى الربيع الامازيغي فرصة أخرى لإسماع الصوت الامازيغي الحر ومحاولة بعث نفس جديد في صفوف الحكة الامازيغية
محمد زروال
No comments:
Post a Comment